المكلف عن حاله وحقيقته التي كان عليها إلا بالموت حسب.
وقد كنا عرفناك أن المكلف ليس هو جملة البنية، بل هو شئ أصلي منها، لا يتغير بصغر ولا كبر ولا سمن ولا هزال، وذلك القدر يجب أن يبقى على حاله ليتحقق إيصال الثواب إلى مستحقه، ولا تزول عنه إلا الحياة حسب.
لا يقال: لو زالت عنه حياته لما صح إعادتها بعينها، فإذا أحيي كان ذلك غير الأول، لأنا نقول: تبدل الحياة لا يخرج الشئ عن كونه ذلك الشئ، فإن إنسانا لو مات ثم أعيدت إليه غير حياته، لما قيل إن ذلك غيره، وليس كذلك إذا نقلت أجزاؤه إلى شكل غير شكله، فقد بان الفرق، والله أعلم.
ويلحق بهذا البحث فصلان:
أحدهما الكلام في عذاب القبر والميزان والصراط.
والعقل يقول بإمكان ذلك كله، لكن لا يدل على وقوعه، والشرع قد دل على وقوعه.
أما عذاب القبر فالإجماع دل عليه، ومخالفة ضرار (201) لا تقدح في