البحث الثالث في أنه تعالى لا يفعل القبيح ولا يخل بالواجب ولا بد قبل ذلك بيان أنه قادر على القبيح، خلافا للنظام (87)، والدليل على ذلك وجوه:
الأول: أنه ثبت كونه قادرا على كل مقدور، والقبيح مقدور، فيجب أن يكون قادرا عليه.
الوجه الثاني: أن الحسن من جنس القبيح، والقادر على أحد الجنسين يجب أن يكون قادرا على الآخر، والدليل على أن الحسن من جنس القبيح أنهما يشتركان في كون كل واحد منهما حركة مثلا أو سكونا، وإنما يختلفان بالوجوه التي يقعان عليهما، وتلك الوجوه أمور عارضة، والعرضي ليس داخلا في نفس الحقيقة، فيكون القادر على الحقيقة قادرا على مماثلتها.