لا يقال: الحيوان بعد خلقه تناله ضروب الألم، ولولا وجوده حيا مدركا لسلم من ذلك، لأنا نقول: يحصل في ضمن ذلك من الأعواض ما ينغمر تلك الآلام، فيعود حاصلها إلى النفع.
وأما التكليف: فهو البعث على ما يشق من فعل وترك، وينحصر البحث في ثلاث مقامات:
المقام الأول في حسنه والدليل على ذلك أنه فعل الله، وفعل الله سبحانه حسن، فالتكليف حسن. وأما وجه حسنه فقد قال المعتزلة (97) إنه تعريض لما لا يحسن الابتداء به، ولا يوصل إليه إلا بالتكليف، وذلك هو الثواب، والثواب هو النفع المستحق الدائم المقارن للتعظيم والتبجيل. وإنما قلنا: إن ذلك لا يحسن الابتداء به، لأنا نعلم قبح تعظيم من لا يعلم منه فعل ما يوجب التعظيم، ونستقبح تعظيم من أسلم ولم يفعل من أركان الإسلام شيئا كما نعظم