بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله على ما أباح من النعم، وأتاح (1) من القسم، حمدا يبلغنا أرفع محال ذوي الهمم، ويوصلنا إلى المقام الأكرم، وصلى الله على أشرف الأمم، وأفضل العرب والعجم، محمد بن عبد الله ذي الفضل الأقدم، والمجد الأعظم، وعلى آله مصابيح الظلم، وينابيع الحكم، وسلم وكرم أما بعد فإنه لما كان الخوض في تحقيق العقائد من أنفس الفوائد، وأعز الفرائد، وجب على كل ذي فطنة أن يصرف رويته (2) إلى استخراج حقائقها، وكشف غوامضها ودقائقها، ولما كانت الطرق إلى ذلك مختلفة، والوسائل إليه منكرة ومعرفة، وجب أن نسلك أتمها تحقيقا، وأوضحها مسلكا وطريقا، وهو النهج الذي سلكه متأخروا المعتزلة (3)، رأيت أن أملي مختصرا يقصر عن
(٣٣)