لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٥٩
قال ابن بري: وزعم أبو عبيد أن البنة الرائحة الطيبة فقط، قال: وليس بصحيح بدليل قول علي، عليه السلام، للأشعث بن قيس حين خطب إليه ابنته: قم لعنك الله حائكا فلكأني أجد منك بنة الغزل، وفي رواية قال له الأشعث بن قيس: ما أحسبك عرفتني يا أمير المؤمنين، قال: بلى وإني لأجد بنة الغزل منك أي ريح الغزل، رماه بالحياكة، قيل: كان أبو الأشعث يولع بالنساجة.
والبن: الموضع المنتن الرائحة. الجوهري: البنة الرائحة، كريهة كانت أو طيبة. وكناس مبن أي ذو بنة، وهي رائحة بعر الظباء. التهذيب: وروى شمر في كتابه أن عمر، رضي الله عنه، سأل رجلا قدم من الثغر فقال: هل شرب الجيش في البنيات الصغار (* قوله في البنيات الصغار وقوله البنيات ههنا الأقداح إلخ هكذا بالتاء آخره في الأصل ونسخة من النهاية. وأورد الحديث في مادة بني وفي نسخة منها بنون آخره).؟ قال: لا، إن القوم ليؤتون بالإناء فيتداولونه حتى يشربوه كلهم، قال بعضهم: البنيات ههنا الأقداح الصغار. والإبنان:
اللزوم. وأبننت بالمكان إبنانا إذا أقمت به. ابن سيده: وبن بالمكان يبن بنا وأبن أقام به، قال ذو الرمة:
أبن بها عود المباءة طيب وأبي الأصمعي إلا أبن. وأبنت السحابة: دامت ولزمت.
ويقال: رأيت حيا مبنا بمكان كذا أي مقيما. والتبنين: التثبيت في الأمر. والبنين: المتثبت العاقل. وفي حديث شريح: قال له أعرابي وأراد أن يعجل عليه بالحكومة. تبنن، أي تثبت، من قولهم أبن بالمكان إذا أقام فيه، وقوله:
بل الذنابا عبسا مبنا يجوز أن يكون اللازم اللازق، ويجوز أن يكون من البنة التي هي الرائحة المنتنة، فإما أن يكون على الفعل، وإما أن يكون على النسب.
والبنان: الأصابع: وقيل: أطرافها، واحدتها بناتة، وأنشد ابن بري لعباس بن مرداس:
ألا ليتني قطعت منه بنانه، ولاقيته يقظان في البيت حادرا وفي حديث جابر وقتل أبيه يوم أحد: ما عرفته إلا ببنانه.
والبنان في قوله تعالى: بلى قادرين على أن نسوي بنانه، يعني شواه، قال الفارسي: نجعلها كخف البعير فلا ينتفع بها في صناعة، فأما ما أنشده سيبويه من قوله:
قد جعلت مي، على الطرار، خمس بنان قانئ الأظفار فإنه أضاف إلى المفرد بحسب إضافة الجنس، يعني بالمفرد أنه لم يكسر عليه واحد الجمع، إنما هو كسدرة وسدر، وجمع القلة بنانات. قال:
وربما استعاروا بناء أكثر العدد لأقله، وقال:
خمس بنان قانئ الأظفار يريد خمسا من البنان. ويقال: بنان مخضب لأن كل جمع بينه وبين واحده الهاء فإنه يوحد ويذكر. وقوله عز وجل: فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان، قال أبو إسحق: البنان ههنا جميع أعضاء البدن، وحكى الأزهري عن الزجاج قال: واحد البنان بنانة، قال: ومعناه ههنا الأصابع وغيرها من جميع الأعضاء، قال: وإنما اشتقاق البنان من قولهم أبن بالمكان، والبنان به يعتمل كل ما يكون للإقامة والحياة. الليث: البنان أطراف الأصابع من اليدين والرجلين، قال: والبنان
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564