رضي الله عنهما: إني كنت أبنتك بنحل أي أعطيتك.
وحكى الفارسي عن أبي زيد: بان وبانه، وأنشد:
كأن عيني، وقد بانوني، غربان فوق جدول مجنون وتباين الرجلان: بان كل واحد منهما عن صاحبه، وكذلك في الشركة إذا انفصلا. وبانت المرأة عن الرجل، وهي بائن: انفصلت عنه بطلاق.
وتطليقة بائنة، بالهاء لا غير، وهي فاعلة بمعنى مفعولة، أي تطليقة قوله وهي فاعلة بمعنى مفعولة أي تطليقة إلخ هكذا بالأصل، ولعل فيه سقطا). ذات بينونة، ومثله: عيشة راضية أي ذات رضا. وفي حديث ابن مسعود فيمن طلق امرأته ثماني تطليقات: فقيل له إنها قد بانت منك، فقال: صدقوا، بانت المرأة من زوجها أي انفصلت عنه ووقع عليها طلاقه. والطلاق البائن: هو الذي لا يملك الزوج فيه استرجاع المرأة إلا بعقد جديد، وقد تكرر ذكرها في الحديث. ويقال: بانت يد الناقة عن جنبها تبين بيونا، وبان الخليط يبين بينا وبينونة، قال الطرماح:
أآذن الثاوي ببينونة ابن شميل: يقال للجارية إذا تزوجت قد بانت، وهن قد بن إذا تزوجن. وبين فلان بنته وأبانها إذا زوجها وصارت إلى زوجها، وبانت هي إذا تزوجت، وكأنه من البئر البعيدة أي بعدت عن بيت أبيها. وفي الحديث: من عال ثلاث بنات حتى يبن أو يمتن، يبن، بفتح الياء، أي يتزوجن. وفي الحديث الآخر: حتى بانوا أو ماتوا. وبئر بيون: واسعة ما بين الجالين، وقال أبو مالك: هي التي لا يصيبها رشاؤها، وذلك لأن جراب البئر مستقيم، وقيل:
البيون البئر الواسعة الرأس الضيقة الأسفل، وأنشد أبو علي الفارسي:
إنك لو دعوتني، ودوني زوراء ذات منزع بيون، لقلت: لبيه لمن يدعوني فجعلها زوراء، وهي التي في جرابها عوج، والمنزع: الموضع الذي يصعد فيه الدلو إذا نزع من البئر، فذلك الهواء هو المنزع. وقال بعضهم: بئر بيون وهي التي يبين المستقي الحبل في جرابها لعوج في جولها، قال جرير يصف خيلا وصهيلها:
يشنفن للنظر البعيد، كأنما إرنانها ببوائن الأشطان أراد كأنها تصهل في ركايا تبان أشطانها عن نواحيها لعوج فيها إرنانها ذوات (* قوله ارنانها ذوات إلخ كذا بالأصل. وفي التكملة:
والبيت للفرزدق يهجو جريرا، والرواية إرنانها أي كأنها تصهل من آبار بوائن لسعة أجوافها إلخ. وقول الصاغاني: والرواية إرنانها يعني بكسر الهمزة وسكون الراء وبالنون كما هنا بخلاف رواية الجوهري فإنها أذنابها، وقد عزا الجوهري هذا البيت لجرير كما هنا فقد رد عليه الصاغاني من وجهين).
الأذن والنشاط منها، أراد أن في صهيلها خشنة وغلظا كأنها تصهل في بئر دحول، وذلك أغلظ لصهيلها. قال ابن بري، رحمه الله:
البيت للفرزدق لا لجرير، قال: والذي في شعره يصهلن. والبائنة: البئر البعيدة القعر الواسعة، والبيون مثله لأن الأشطان تبين عن جرابها كثيرا. وأبان الدلو عن طي البئر: حاد بها عنه لئلا يصيبها فتنخرق، قال:
دلو عراك لج بي منينها، لم تر قبلي ماتحا يبينها وتقول: هو بيني وبينه، ولا يعطف عليه إلا