لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٤٢٠
من الأمير، وإن قال رأيت ابن أخيك قلت من ابن أخيك، بالرفع لا غير، قال:
وكذلك إن أدخلت حرف العطف على من رفعت لا غير قلت فمن زيد ومن زيد، وإن وصلت حذفت الزيادات قلت من يا هذا، قال: وقد جاءت الزيادة في الشعر في حال الوصل، قال الشاعر:
أتوا ناري فقلت: منون أنتم؟
فقالوا: الجن قلت: عموا ظلاما وتقول في المرأة: منه ومنتان ومنات، كله بالتسكين، وإن وصلت قلت منة يا هذا ومنات يا هؤلاء. قال ابن بري: قال الجوهري وإن وصلت قلت منة يا هذا، بالتنوين، ومنات، قال: صوابه وإن وصلت قلت من يا هذا في المفرد والمثنى والمجموع والمذكر والمؤنث، وإن قال: رأيت رجلا وحمارا، قلت من وأيا، حذفت الزيادة من الأول لأنك وصلته، وإن قال مررت بحمار ورجل قلت أي ومني، فقس عليه، قال: وغير أهل الحجاز لا يرون الحكاية في شئ منه ويرفعون المعرفة بعد من، اسما كان أو كنية أو غير ذلك. قال الجوهري: والناس اليوم في ذلك على لغة أهل الحجاز، قال: وإذا جعلت من اسما متمكنا شددته لأنه على حرفين كقول خطام المجاشعي:
فرحلوها رحلة فيها رعن، حتى أنخناها إلى من ومن أي أبركناها إلى رجل وأي رجل، يريد بذلك تعظيم شأنه، وإذا سميت بمن لم تشدد فقلت هذا من ومررت بمن، قال ابن بري: وإذا سألت الرجل عن نسبه قلت المني، وإن سألته عن بلده قلت الهني، وفي حديث سطيح:
يا فاصل الخطة أعيت من ومن قال ابن الأثير: هذا كما يقال أعيا هذا الأمر فلانا وفلانا عند المبالغة والتعظيم أي أعيت كل من جل قدره فحذف، يعني أن ذلك مما تقصر العبارة عنه لعظمه كما حذفوها من قولهم: بعد اللتيا والتي، استعظاما لشأن المخلوق. وقوله في الحديث: من غشنا فليس منا أي ليس على سيرتنا ومذهبنا والتمسك بسنتنا، كما يقول الرجل أنا منك وإليك، يريد المتابعة والموافقة، ومنه الحديث: ليس منا من حلق وخرق وصلق، وقد تكرر أمثاله في الحديث بهذا المعنى، وذهب بعضهم إلى أنه أراد به النفي عن دين الإسلام، ولا يصح. قال ابن سيده: من اسم بمعنى الذي، وتكون للشرط وهو اسم مغن عن الكلام الكثير المتناهي في البعاد والطول، وذلك أنك إذا قلت من يقم أقم معه كفاك ذلك من جميع الناس، ولولا هو لاحتجت أن تقول إن يقم زيد أو عمرو أو جعفر أو قاسم ونحو ذلك، ثم تقف حسيرا مبهورا ولما تجد إلى غرضك سبيلا، فإذا قلت من عندك أغناك ذلك عن ذكر الناس، وتكون للاستفهام المحض، وتثنى وتجمع في الحكاية كقولك: منان ومنون ومنتان ومنات، فإذا وصلت فهو في جميع ذلك مفرد مذكر، وأما قول شمر بن الحرث الضبي:
أتوا ناري فقلت: منون؟ قالوا:
سراة الجن قلت: عموا ظلاما قال: فمن رواه هكذا فإنه أجرى الوصل مجرى الوقف، فإن قلت فإنه في الوقف إنما يكون منون ساكن النون، وأنت في البيت قد حركته، فهو إذا ليس على نية الوصل ولا على نية الوقف؟ فالجواب أنه
(٤٢٠)
مفاتيح البحث: إبن الأثير (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 415 416 417 418 419 420 421 422 423 424 425 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564