لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٤٢١
لما أجراه في الوصل على حده في الوقف فأثبت الواو والنون التقيا ساكنين، فاضطر حينئذ إلى أن حرك النون لالتقاء الساكنين لإقامة الوزن، فهذه الحركة إذا إنما هي حركة مستحدثة لم تكن في الوقف، وإنما اضطر إليها للوصل، قال: فأما من رواه منون أنتم فأمره مشكل، وذلك أنه شبه من بأي فقال منون أنتم على قوله أيون أنتم، وكما جعل أحدهما عن الآخر هنا كذلك جمع بينهما في أن جرد من الاستفهام كل واحد منهما، ألا ترى أن حكاية يونس عنهم ضرب من منا كقولك ضرب رجل رجلا؟ فنظير هذا في التجريد له من معنى الاستفهام ما أنشدناه من قوله الآخر:
وأسماء، ما أسماء ليلة أدلجت إلي، وأصحابي بأي وأينما فجعل أيا اسما للجهة، فلما اجتمع فيها التعريف والتأنيث منعها الصرف، وإن شئت قلت كان تقديره منون كالقول الأول، ثم قال أنتم أي أنتم المقصودون بهذا الاستثبات، كقول عدي:
أرواح مودع أم بكور أنت، فانظر لأي حال تصير إذا أردت أنت الهالك، وكذلك أراد لأي ذينك. وقولهم في جواب من قال رأيت زيدا المني يا هذا، فالمني صفة غير مفيدة، وإنما معناه الإضافة إلى من، لا يخص بذلك قبيلة معروفة كما أن من لا يخص عينا، وكذلك تقول المنيان والمنيون والمنية والمنيتان والمنيات، فإذا وصلت أفردت على ما بينه سيبويه، قال:
وتكون للاستفهام الذي فيه معنى التعجب نحو ما حكاه سيبويه من قول العرب: سبحان الله من هو وما هو، وأما قوله:
جادت بكفي كان من أرمى البشر فقد روي من أرمى البشر، بفتح ميم من، أي بكفي من هو أرمى البشر، وكان على هذا زائدة، ولو لم تكن فيه هذه الرواية لما جاز القياس عليه لفروده وشذوذه عما عليه عقد هذا الموضع، ألا تراك لا تقول مررت بوجهه حسن ولا نظرت إلى غلامه سعيد؟ قال: هذا قول ابن جني، وروايتنا كان من أرمى البشر أي بكفي رجل كان.
الفراء: تكون من ابتداء غاية، وتكون بعضا، وتكون صلة، قال الله عز وجل: وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة، أي ما يعزب عن علمه وزن ذرة، ولداية الأحنف فيه:
والله لولا حنف برجله، ما كان في فتيانكم من مثله قال: من صلة ههنا، قال: والعرب تدخل من على جمع المحال إلا على اللام والباء، وتدخل من على عن ولا تدخل عن عليها، لأن عن اسم ومن من الحروف، قال القطامي:
من عن يمين الحبيا نظرة قبل قال أبو عبيد: والعرب تضع من موضع مذ، يقال: ما رأيته من سنة أي مذ سنة، قال زهير:
لمن الديار، بقنة الحجر، أقوين من حجج ومن دهر؟
أي مذ حجج. الجوهري: تقول العرب ما رأيته من سنة أي منذ سنة. وفي التنزيل العزيز: أسس على التقوى من أول يوم، قال: وتكون من بمعنى على كقوله تعالى: ونصرناه من القوم، أي على القوم، قال ابن بري: يقال نصرته من فلان أي منعته منه
(٤٢١)
مفاتيح البحث: العزّة (1)، الضرب (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 416 417 418 419 420 421 422 423 424 425 426 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564