لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٤١٨
في نصب قوله غبسا، والله أعلم.
والمنينى: من المن الذي هو اعتقاد المن على الرجل. وقال أبو عبيد في بعض النسخ: المنينى من المن والامتنان.
ورجل منونة ومنون: كثير الامتنان، الأخيرة عن اللحياني. وقال أبو بكر في قوله تعالى: من الله علينا، يحتمل المن تأويلين:
أحدهما إحسان المحسن غير معتد بالإحسان، يقال لحقت فلانا من فلان منة إذا لحقته نعمة باستنقاذ من قتل أو ما أشبهه، والثاني من فلان على فلان إذا عظم الإحسان وفخر به وأبدأ فيه وأعاد حتى يفسده ويبغضه، فالأول حسن، والثاني قبيح. وفي أسماء الله تعالى: الحنان المنان أي الذي ينعم غير فاخر بالإنعام، وأنشد:
إن الذين يسوغ في أحلاقهم زاد يمن عليهم للئام وقال في موضع آخر في شرح المنان، قال: معناه المعطي ابتداء، ولله المنة على عباده، ولا منة لأحد منهم عليه، تعالى الله علوا كبيرا. وقال ابن الأثير: هو المنعم المعطي من المن في كلامهم بمعنى الإحسان إلى من لا يستثيبه ولا يطلب الجزاء عليه. والمنان: من أبنية المبالغة كالسفاك والوهاب، والمنينى منه كالخصيصى، وأنشد ابن بري للقطامي:
وما دهري بمنينى، ولكن جزتكم، يا بني جشم، الجوازي ومن عليه منة أي امتن عليه. يقال: المنة تهدم الصنيعة. وفي الحديث: ما أحد أمن علينا من ابن أبي قحافة أي ما أحد أجود بماله وذات يده، وقد تكرر في الحديث. وقوله عز وجل: لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى، المن ههنا: أن تمن بما أعطيت وتعتد به كأنك إنما تقصد به الاعتداد، والأذى: أن توبخ المعطى، فأعلم الله أن المن والأذى يبطلان الصدقة. وقوله عز وجل: ولا تمنن تستكثر، أي لا تعط شيئا مقدرا لتأخذ بدله ما هو أكثر منه. وفي الحديث: ثلاثة يشنؤهم الله، منهم البخيل المنان.
وقد يقع المنان على الذي لا يعطي شيئا إلا منه واعتد به على من أعطاه، وهو مذموم، لأن المنة تفسد الصنيعة.
والمنون من النساء: التي تزوج لمالها فهي أبدا تمن على زوجها. والمنانة: كالمنون. وقال بعض العرب: لا تتزوجن حنانة ولا منانة.
الجوهري: المن كالطرنجبين. وفي الحديث: الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين. ابن سيده: المن طل ينزل من السماء، وقيل: هو شبه العسل كان ينزل على بني إسرائيل. وفي التنزيل العزيز: وأنزلنا عليهم المن والسلوى، قال الليث: المن كان يسقط على بني إسرائيل من السماء إذ هم في التيه، وكان كالعسل الحامس حلاوة. وقال الزجاج: جملة المن في اللغة ما يمن الله عز وجل به مما لا تعب فيه ولا نصب، قال: وأهل التفسير يقولون إن المن شئ كان يسقط على الشجر حلو يشرب، ويقال: إنه الترنجبين، وقيل في قوله، صلى الله عليه وسلم، الكمأة من المن: إنما شبهها بالمن الذي كان يسقط على بني إسرائيل، لأنه كان ينزل عليهم من السماء عفوا بلا علاج، إنما يصبحون وهو بأفنيتهم فيتناولونه، وكذلك الكمأة لا مؤونة فيها ببذر ولا سقي، وقيل: أي هي مما من الله به على عباده.
قال أبو منصور: فالمن الذي يسقط من السماء، والمن الاعتداد، والمن العطاء، والمن القطع، والمنة العطية، والمنة الاعتداد، والمن لغة في المنا الذي
(٤١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 413 414 415 416 417 418 419 420 421 422 423 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564