لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٣٩١
كفروا، رفعت هذه الأحرف بالأفاعيل التي بعدها، وأما قوله: ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله، فإنك أضمرت كان بعد ولكن فنصبت بها، ولو رفعته على أن تضمر هو فتريد ولكن هو رسول الله كان صوابا، ومثله: وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق، وتصديق، فإذا ألقيت من لكن الواو في أولها آثرت العرب تخفيف نونها، وإذا أدخلوا الواو آثروا تشديدها، وإنما فعلوا ذلك لأنها رجوع عما أصاب أول الكلام، فشبهت ببل إذ كانت رجوعا مثلها، ألا ترى أنك تقول لم يقم أخوك بل أبوك، ثم تقول لم يقم أخوك لكن أبوك فتراهما في معنى واحد، والواو لا تصلح في بل، فإذا قالوا ولكن فأدخلوا الواو تباعدت من بل إذ لم تصلح في بل الواو، فآثروا فيها تشديد النون، وجعلوا الواو كأنها دخلت لعطف لا بمعنى بل، وإنما نصبت العرب بها إذا شددت نونها لأن أصلها إن عبد الله قائم، زيدت على إن لام وكاف فصارتا جميعا حرفا واحدا، قال الجوهري: بعض النحويين يقول أصله إن واللام والكاف زوائد، قال: يدل على ذلك أن العرب تدخل اللام في خبرها، وأنشد الفراء:
ولكنني من حبها لعميد فلم يدخل اللام إلا أن معناها إن، ولا تجوز الإمالة في لكن وصورة اللفظ بها لاكن، وكتبت في المصاحف بغير ألف وألفها غير ممالة، قال الكسائي: حرفان من الاستثناء لا يقعان أكثر ما يقعان إلا مع الجحد وهما بل ولكن، والعرب تجعلهما مثل واو النسق. ابن سيده: ولكن ولكن حرف يثبت به بعد النفي. قال ابن جني: القول في ألف لكن ولكن أن يكونا أصلين لأن الكلمة حرفان ولا ينبغي أن توجد الزيادة في الحروف، قال: فإن سميت بهما. ونقلتهما إلى حكم الأسماء حكمت بزيادة الألف، وكان وزن المثقلة فاعلا ووزن المخففة فاعلا، وأما قراءتهم: لكنا هو الله هو ربي فأصلها لكن أنا، فلما حذفت الهمزة للتخفيف وألقيت حركتها على نون لكن صار التقدير لكننا، فلما اجتمع حرفان مثلان كره ذلك، كما كره شدد وجلل، فأسكنوا النون الأولى وأدغموها في الثانية فصارت لكنا، كما أسكنوا الحرف الأول من شدد وجلل فأدغموه في الثاني فقالوا جل وشد، فاعتدوا بالحركة وإن كانت غير لازمة، وقيل في قوله: لكنا هو الله ربي، يقال:
أصله لكن أنا، فحذفت الألف فالتقت نونان فجاء التشديد لذلك، وقوله:
ولست بآتيه ولا أستطيعه، ولاك اسقني إن كان ماؤك ذا فضل إنما أراد: ولكن اسقني، فحذفت النون للضرورة، وهو قبيح، وشبهها بما يحذف من حروف اللين لالتقاء الساكنين للمشاكلة التي بين النون الساكنة وحرف العلة. وقال ابن جني: حذف النون لالتقاء الساكنين البتة، وهو مع ذلك أقبح من حذف نون من في قوله:
غير الذي قد يقال م الكذب من قبل أن أصل لكن المخففة لكن المشددة، فحذفت إحدى النونين تخفيفا، فإذا ذهبت تحذف النون الثانية أيضا أجحفت بالكلمة، قال الجوهري:
لكن، خفيفة وثقيلة، حرف عطف للاستدراك والتحقيق يوجب بها بعد نفي، إلا أن الثقيلة تعمل عمل إن تنصب الاسم وترفع الخبر، ويستدرك بها بعد النفي والإبجاب، تقول: ما جاءني زيد لكن عمرا قد جاء، وما تكلم زيد لكن عمرا قد تكلم، والخفيفة لا تعمل لأنها
(٣٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564