لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٣٨٠
صلى الله عليه وسلم، قال: إنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض أي أفطن لها وأجدل، فمن قضيت له بشئ من حق أخيه فإنما أقطع له قطعة من النار، قال ابن الأثير: اللحن الميل عن جهة الاستقامة، يقال: لحن فلان في كلامه إذا مال عن صحيح المنطق، وأراد أن بعضكم يكون أعرف بالحجة وأفطن لها من غيره. واللحن، بفتح الحاء: الفطنة. قال ابن الأعراب: اللحن، بالسكون، الفطنة والخطأ سواء، قال: وعامة أهل اللغة في هذا على خلافه، قالوا: الفطنة، بالفتح، والخطأ، بالسكون. قال ابن الأعرابي: واللحن أيضا، بالتحريك، اللغة. وقد روي أن القرآن نزل بلحن قريش أي بلغتهم. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: تعلموا الفرائض والسنة واللحن، بالتحريك، أي اللغة، قال الزمخشري: تعلموا الغريب واللحن لأن في ذلك علم غريب القرآن ومعانيه ومعاني الحديث والسنة، ومن لم يعرفه لم يعرف أكثر كتاب الله ومعانيه ولم يعرف أكثر السنن. وقال أبو عبيد في قول عمر، رضي الله عنه: تعلموا اللحن أي الخطأ في الكلام لتحترزوا منه. وفي حديث معاوية: أنه سأل عن أبي زياد فقيل إنه ظريف على أنه يلحن، فقال: أو ليس ذلك أظرف له؟ قال القتيبي: ذهب معاوية إلى اللحن الذي هو الفطنة، محرك الحاء. وقال غيره. إنما أراد اللحن ضد الإعراب، وهو يستملح في الكلام إذا قل، ويستثقل الإعراب والتشدق. ولحن لحنا: فطن لحجته وانتبه لها. ولاحن الناس: فاطنهم، وقوله مالك بن أسماء بن خارجة الفزاري:
وحديث ألذه هو مما ينعت الناعتون يوزن وزنا منطق رائع، وتلحن أحيا نا، وخير الحديث ما كان لحنا يريد أنها تتكلم بشئ وهي تريد غيره، وتعرض في حديثها فتزيله عن جهته من فطنتها كما قال عز وجل: ولتعرفنهم في لحن القول، أي في فحواه ومعناه، وقال القتال الكلابي:
ولقد لحنت لكم لكيما تفهموا، ولحنت لحنا لحنا ليس بالمرتاب وكأن اللحن في العربية راجع إلى هذا لأنه من العدول عن الصواب. وقال عمر بن عبد العزيز: عجبت لمن لاحن الناس ولاحنوه كيف لا يعرف جوامع الكلم، أي فاطنهم وفاطنوه وجادلهم، ومنه قيل:
رجل لحن إذا كان فطنا، قال لبيد:
متعوذ لحن يعيد بكفه قلما على عسب ذبلن وبان وأما قول عمر، رضي الله عنه: تعلموا اللحن والفرائض، فهو بتسكين الحاء وهو الخطأ في الكلام. وفي حديث أبي العالية قال: كنت أطوف مع ابن عباس وهو يعلمني لحن الكلام، قال أبو عبيد: وإنما سماه لحنا لأنه إذا بصره بالصواب فقد بصره اللحن. قال شمر: قال أبو عدنان سألت الكلابيين عن قول عمر تعلموا اللحن في القرآن كما تعلمونه فقالوا: كتب هذا عن قوم ليس لهم لغو كلغونا، قلت: ما اللغو؟ فقال: الفاسد من الكلام، وقال الكلابيون: اللحن اللغة، فالمعنى في قول عمر تعلموا اللحن فيه يقول تعلموا كيف لغة العرب فيه الذين نزل القرآن بلغتهم، قال أبو عدنان: وأنشدتني الكلبية:
وقوم لهم لحن سوى لحن قومنا وشكل، وبيت الله، لسنا نشاكله
(٣٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564