لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٣٩٢
تقع على الأسماء، والأفعال، وتقع أيضا بعد النفي إذا ابتدأت بما بعدها، تقول: جاءني القوم لكن عمرو لم يجئ، فترفع ولا يجوز أن تقول لكن عمرو وتسكت حتى تأتي بجملة تامة، فأما إن كانت عاطفة اسما مفردا على اسم لم يجز أن تقع إلا بعد نفي، وتلزم الثاني مثل إعراب الأول، تقول: ما رأيت زيدا لكن عمرا، وما جاءني زيد لكن عمرو.
* لن: لن: حرف ناصب للأفعال، وهو نفي لقولك سيفعل، وأصلها عند الخليل لا أن، فكثر استعمالها فحذفت الهمزة تخفيفا، فالتقت ألف لا ونون أن، وهما ساكنان، فحذفت الألف من لا لسكونها وسكون النون بعدها، فخلطت اللام بالنون وصار لهما بالإمتزاج والتركيب الذي وقع فيهما حكم آخر، يدلك على ذلك قول العرب: زيدا لن أضرب، فلو كان حكم لن المحذوفة الهمزة مبقى بعد حذفها وتركيب النون مع لام لا قبلها، كما كان قبل الحذف والتركيب، لما جاز لزيد أن يتقدم على أن، لأنه كان يكون في التقدير من صلة أن المحذوفة الهمزة، ولو كان من صلتها لما جاز تقدمه عليها على وجه، فهذا يدلك أن الشيئين إذا خلطا حدث لهما حكم ومعنى لم يكن لهما قل أن يتمزجا، ألا ترى أن لولا مركبة من لو ولا، ومعنى لو امتناع الشئ لامتناع غيره، ومعنى لا النفي والنهي، فلما ركبا معا حدث معنى آخر وهو امتناع الشئ لوقوع غيره؟ فهذا في أن بمنزلة قولنا كأن، ومصحح له ومؤنس به وراد على سيبويه ما ألزمه الخليل من أنه لو كان الأصل لا أن لما جاز زيدا لن أضرب، لامتناع جواز تقدم الصلة على الموصول، وحجاج الخليل في هذا ما قدمنا ذكره لأن الحرفين حدث لهما بالتركيب نحو لم يكن لهما مع الانفراد. الجوهري: لن حرف لنفي الاستقبال، وتنصب به تقول: لن يقوم زيد.
التهذيب: قال النحويون لن تنصب المستقبل، واختلفوا في علة نصبه إياه، فقال أبو إسحق النحوي: روي عن الخليل فيه قولان: أحدهما أنها نصبت كما نصبت أن وليس ما بعدها بصلة لها لأن لن تفعل نفي سيفعل فيقدم ما بعدها عليها نحو قولك زيدا لن أضرب كما تقول زيدا لم أضرب، وروى سيبويه عن بعض أصحاب الخليل أنه قال الأصل في لن لا أن، ولكن الحذف وقع استخفافا، وزعم سيبويه أن هذا ليس بجيد ولو كان كذلك لم يجز زيدا لن أضرب، وهذا جائز على مذهب سيبويه وجميع النحويين البصريين، وحكى هشام عن الكسائي في لن مثل هذا القول الشاذ عن الخليل ولم يأخذ به سيبويه ولا أصحابه. وقال الليث: زعم الخليل في لن أنه لا أن فوصلت لكثرتها في الكلام، ألا ترى أنها تشبه في المعنى لا ولكنها أو كد؟ تقول: لن يكرمك زيد، معناه كأنه كان يطمع في إكرامه فنفيت ذلك ووكدت النفي بلن، فكانت أوجب من لا. وقال الفراء: الأصل في لن ولم لا، فأبدلوا من ألف لا نونا وجحدوا بها المستقبل من الأفعال ونصبوه بها، وأبدلوا من ألف لا ميما وجحدوا بها المستقبل الذي تأويله المضي وجزموه بها. قال أبو بكر: وقال بعضهم في قوله تعالى: فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم، فلن يؤمنوا، فأبدلت الألف من النون الخفيفة، قال: وهذا خطأ، لأن لن فرع للا، إذ كانت لا تجحد الماضي والمستقبل والدائم والأسماء، ولن لا تجحد إلا المستقبل وحده.
* لهن: اللهنة ما تهديه للرجل إذا قدم من سفر. واللهنة:
السلفة وهو الطعام الذي يتعلل به قبل الغداء، وفي الصحاح: هو ما يتعلل به الإنسان
(٣٩٢)
مفاتيح البحث: النهي (1)، الطعام (1)، الجواز (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564