والشوزب واحد، وقال دكين:
يسقي على دراجة خروس، معصوبة بين ركايا شوس، مئنة من قلت النفوس يقال: مكان من هلاك النفوس، وقوله مكان من هلاك النفوس تفسير لمئنة، قال: وكل ذلك على أنه بمنزلة مظنة، والخروس: البكرة التي ليست بصافية الصوت، والجروس، بالجيم: التي لها صوت. قال أبو عبيد:
قال الأصمعي سألني شعبة عن مئنة فقلت: هو كقولك علامة وخليق، قال أبو زيد: هو كقولك مخلقة ومجدرة، قال أبو عبيد: يعني أن هذا مما يعرف به فقه الرجل ويستدل به عليه، قال: وكل شئ دلك على شئ فهو مئنة له، وأنشد للمرار:
فتهامسوا سرا فقالوا: عرسوا من غير تمئنة لغير معرس قال أبو منصور: والذي رواه أبو عبيد عن الأصمعي وأبي زيد في تفسير المئنة صحيح، وأما احتجاجه برأيه ببيت المرار في التمئنة للمئنة فهو غلط وسهو، لأن الميم في التمئنة أصلية، وهي في مئنة مفعلة ليست بأصلية، وسيأتي تفسير ذلك في ترجمة مأن.
اللحياني: هو مئنة أن يفعل ذلك ومظنة أن يفعل ذلك، وأنشد:
إن اكتحالا بالنقي الأملج، ونظرا في الحاجب المزجج مئنة من الفعال الأعوج فكأن مئنة، عند اللحياني، مبدل الهمزة فيها من الظاء في المظنة، لأنه ذكر حروفا تعاقب فيها الظاء الهمزة، منها قولهم: بيت حسن الأهرة والظهرة. وقد أفر وظفر أي وثب. وأن الماء يؤنه أنا إذا صبه. وفي كلام الأوائل: أن ماء ثم أغله أي صبه وأغله، حكاه ابن دريد، قال: وكان ابن الكلبي يرويه أز ماء ويزعم أن أن تصحيف. قال الخليل فيما روى عنه الليث: إن الثقيلة تكون منصوبة الألف، وتكون مكسورة الألف، وهي التي تنصب الأسماء، قال: وإذا كانت مبتدأة ليس قبلها شئ يعتمد عليه، أو كانت مستأنفة بعد كلام قديم ومضى، أو جاءت بعدها لام مؤكدة يعتمد عليها كسرت الألف، وفيما سوى ذلك تنصب الألف. وقال الفراء في إن: إذا جاءت بعد القول وما تصرف من القول وكانت حكاية لم يقع عليها القول وما تصرف منه فهي مكسورة، وإن كانت تفسيرا للقول نصبتها وذلك مثل قول الله عز وجل: ولا يحزنك قولهم إن العزة لله جميعا، وكذلك المعنى استئناف كأنه قال: يا محمد إن العزة لله جميعا، وكذلك: وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى بن مريم، كسرتها لأنها بعد القول على الحكاية، قال: وأما قوله تعالى: ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله فإنك فتحت الألف لأنها مفسرة لما وما قد وقع عليها القول فنصبها وموضعها نصب، ومثله في الكلام: قد قلت لك كلاما حسنا أن أباك شريف وأنك عاقل، فتحت أن لأنها فسرت الكلام والكلام منصوب، ولو أردت تكرير القول عليها كسرتها، قال: وقد تكون إن بعد القول مفتوحة إذا كان القول يرافعها، من ذلك أن تقول: قول عبد الله مذ اليوم أن الناس خارجون، كما تقول: قولك مذ اليوم كلام لا يفهم. وقال الليث: إذا وقعت إن على الأسماء والصفات فهي مشددة، وإذا