لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٤٣
جيد كما قالوا: نهى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عن قيل وقال، فكانتا كالاسمين وهما منصوبتان، ولو خفضتهما على أنهما أخرجتا من نية الفعل إلى نية الأسماء كان صوابا، قال الأزهري: سمعت العرب يقولون: من شب إلى دب، وبعض: من شب إلى دب، ومعناه فعل مذ كان صغيرا إلى أن دب كبيرا. وقال الخليل: الآن مبني على الفتح، تقول نحن من الآن نصير إليك، فتفتح الآن لأن الألف واللام إنما يدخلان لعهد، والآن لم تعهده قبل هذا الوقت، فدخلت الألف واللام للإشارة إلى الوقت، والمعنى نحن من هذا الوقت نفعل، فلما تضمنت معنى هذا وجب أن تكون موقوفة، ففتحت لالتقاء الساكنين وهما الألف والنون. قال أبو منصور:
وأنكر الزجاج ما قال الفراء أن الآن إنما كان في الأصل آن، وأن الألف واللام دخلتا على جهة الحكاية وقال: ما كان على جهة الحكاية نحو قولك قام، إذا سميت به شيئا، فجعلته مبنيا على الفتح لم تدخله الألف واللام، وذكر قول الخليل: الآن مبني على الفتح، وذهب إليه وهو قول سيبويه. وقال الزجاج في قوله عز وجل: الآن جئت بالحق، فيه ثلاث لغات: قالوا الآن، بالهمز واللام ساكنة، وقالوا ألان، متحركة اللام بغير همز وتفصل، قالوا من لان، ولغة ثالثة قالوا لان جئت بالحق، قال: والآن منصوبة النون في جميع الحالات وإن كان قبلها حرف خافض كقولك من الآن، وذكر ابن الأنباري الآن فقال: وانتصاب الآن بالمضمر، وعلامة النصب فيه فتح النون، وأصله الأوان فأسقطت الألف التي بعد الواو وجعلت الواو ألفا لانفتاح ما قبلها، قال: وقيل أصله آن لك أن تفعل، فسمي الوقت بالفعل الماضي وترك آخره على الفتح، قال:
ويقال على هذا الجواب أنا لا أكلمك من الآن يا هذا، وعلى الجواب الأول من الآن، وأنشد ابن صخر:
كأنهما ملآن لم يتغيرا، وقد مر للدارين من بعدنا عصر وقال ابن شميل: هذا أوان الآن تعلم، وما جئت إلا أوان الآن أي ما جئت إلا الآن، بنصب الآن فيهما. وسأل رجل ابن عمر عن عثمان قال:
أنشدك الله هل تعلم أنه فر يوم أحد وغاب عن بدر وعن بيعة الرضوان؟ فقال ابن عمر: أما فراره يوم أحد فإن الله عز وجل يقول:
ولقد عفا الله عنهم، وأما غيبته عن بدر فإنه كانت عنده بنت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وكانت مريضة وذكر عذره في ذلك ثم قال:
اذهب بهذه تلآن معك، قال أبو عبيد: قال الأموي قوله تلآن يريد الآن، وهي لغة معروفة، يزيدون التاء في الآن وفي حين ويحذفون الهمزة الأولى، يقال: تلآن وتحين، قال أبو وجزة:
العاطفون تحين ما من عاطف، والمطعمون زمان ما من مطعم.
وقال آخر:
وصلينا كما زعمت تلانا.
قال: وكان الكسائي والأحمر وغيرهما يذهبون إلى أن الرواية العاطفونة فيقول: جعل الهاء صلة وهو وسط الكلام، وهذا ليس يوجد إلا على السكت، قال: فحدثت به الأموي فأنكره، قال أبو عبيد: وهو عندي على ما قال الأموي ولا حجة لمن احتج
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564