لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٢٧
تباعد مني فطحل، إذ سألته أمين، فزاد الله ما بيننا بعدا وروى ثعلب فطحل، بضم الفاء والحاء، أراد زاد الله ما بيننا بعدا أمين، وأنشد ابن بري لشاعر:
سقى الله حيا بين صاره والحمى، حمى فيد صوب المدجنات المواطر أمين ورد الله ركبا إليهم بخير، ووقاهم حمام المقادر وقال عمر بن أبي ربيعة في لغة من مد آمين:
يا رب لا تسلبني حبها أبدا، ويرحم الله عبدا قال: آمينا قال: ومعناهما اللهم استجب، وقيل: هو إيجاب رب افعل قال:
وهما موضوعان في موضع اسم الاستجابة، كما أن صه موضوع موضع سكوت، قال: وحقهما من الإعراب الوقف لأنهما بمنزلة الأصوات إذا كانا غير مشتقين من فعل، إلا أن النون فتحت فيهما لالتقاء الساكنين ولم تكسر النون لثقل الكسرة بعد الياء، كما فتحوا أين وكيف، وتشديد الميم خطأ، وهو مبني على الفتح مثل أين وكيف لاجتماع الساكنين. قال ابن جني: قال أحمد ابن يحيى قولهم آمين هو على إشباع فتحة الهمزة، ونشأت بعدها ألف، قال: فأما قول أبي العباس إن آمين بمنزلة عاصين فإنما يريد به أن الميم خفيفة كصاد عاصين، لا يريد به حقيقة الجمع، وكيف ذلك وقد حكي عن الحسن، رحمه الله، أنه قال: آمين اسم من أسماء الله عز وجل، وأين لك في اعتقاد معنى الجمع مع هذا التفسير؟ وقال مجاهد:
آمين اسم من أسماء الله، قال الأزهري: وليس يصح كما قاله عند أهل اللغة أنه بمنزلة يا الله وأضمر استجب لي، قال: ولو كان كما قال لرفع إذا أجري ولم يكن منصوبا. وروى الأزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أمه أم كلثوم بنت عقبة في قوله تعالى: واستعينوا بالصبر والصلاة، قالت: غشي على عبد الرحمن بن عوف غشية ظنوا أن نفسه خرجت فيها، فخرجت امرأته أم كلثوم إلى المسجد تستعين بما أمرت أن تستعين به من الصبر والصلاة، فلما أفاق قال:
أغشي علي؟ قالوا: نعم، قال: صدقتم، إنه أتاني ملكان في غشيتي فقالا: انطلق نحاكمك إلى العزيز الأمين، قال: فانطلقا بي، فلقيهما ملك آخر فقال: وأين تريدان به؟ قالا: نحاكمه إلى العزيز الأمين، قال: فارجعاه فإن هذا ممن كتب الله لهم السعادة وهم في بطون أمهاتهم، وسيمتع الله به نبيه ما شاء الله، قال: فعاش شهرا ثم مات. والتأمين: قول آمين. وفي حديث أبي هريرة: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: آمين خاتم رب العالمين على عباده المؤمنين، قال أبو بكر: معناه أنه طابع الله على عباده لأنه يدفع به عنهم الآفات والبلايا، فكان كخاتم الكتاب الذي يصونه ويمنع من فساده وإظهار ما فيه لمن يكره علمه به ووقوفه على ما فيه. وعن أبي هريرة أنه قال: آمين درجة في الجنة، قال أبو بكر: معناه أنها كلمة يكتسب بها قائلها درجة في الجنة. وفي حديث بلال: لا تسبقني بآمين، قال ابن الأثير: يشبه أن يكون بلال كان يقرأ الفاتحة في السكتة الأولى من سكتتي الإمام، فربما يبقى عليه منها شئ ورسول الله، صلى الله عليه وسلم، قد فرغ من قراءتها، فاستمهله بلال في التأمين بقدر ما يتم فيه قراءة بقية السورة حتى ينال بركة موافقته في التأمين.
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564