لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٢٩٣
ربحا في المالين فبينهما، وإن وضعا فعلى رأس مال كل واحد منهما، وأما شركة المفاوضة فأن يشتركا في كل شئ في أيديهما أو يستفيداه من بعد، وهذه الشركة عند الشافعي باطلة، وعند النعمان وصاحبيه جائزة، وقيل: هو أن يعارض الرجل الرجل عند الشراء فيقول له: أشركني معك، وذلك قبل أن يستوجب العلق، وقيل: شركة العنان أن يكونا سواء في الغلق وأن يتساوى الشريكان فيما أخرجاه من عين أو ورق، مأخوذ من عنان الدابة لأن عنان الدابة طاقتان متساويتان، قال الجعدي يمدح قومه ويفتخر:
وشاركنا قريشا في تقاها... (البيتان). أي ساويناهم، ولو كان من الاعتراض لكان هجاء، وسميت هذه الشركة شركة عنان لمعارضة كل واحد منهما صاحبه بمال مثل ماله، وعمله فيه مثل عمله بيعا وشراء. يقال: عانه عنانا ومعانة، كما يقال: عارضه يعارضه معارضة وعراضا. وفلان قصير العنان: قليل الخير، على المثل. والعنة: الحظيرة من الخشب أو الشجر تجعل للإبل والغنم تحبس فيها، وقيد في الصحاح فقال: لتتدرأ بها من برد الشمال. قال ثعلب: العنة الحظيرة تكون على باب الرجل فيكون فيها إبله وغنمه. ومن كلامهم: لا يجتمع اثنان في عنة، وجمعها عنن، قال الأعشى:
ترى اللحم من ذابل قد ذوى، ورطب يرفع فوق العنن.
وعنان أيضا: مثل قبة وقباب. وقال البشتي: العنن في بيت الأعشى حبال تشد ويلقى عليها القديد. قال أبو منصور:
الصواب في العنة والعنن ما قاله الخليل وهو الحظيرة، وقال: ورأيت حظرات الإبل في البادية يسمونها عننا لاعتنانها في مهب الشمال معترضة لتقيها برد الشمال، قال: ورأيتهم يشرون اللحم المقدد فوقها إذا أرادوا تجفيفه، قال: ولست أدري عمن أخذ البشتي ما قال في العنة إنه الحبل الذي يمد، ومد الحبل من فعل الحاضرة، قال: وأرى قائله رأى فقراء الحرم يمدون الحبال بمنى فيلقون عليها لحوم الأضاحي والدي التي يعطونها، ففسر قول الأعشى بما رأى، ولو شاهد العرب في باديتها لعلم أن العنة هي الحظار من الشجر. وفي المثل: كالمهدر في العنة، يضرب مثلا لمن يتهدد ولا ينفذ. قال ابن بري: والعنة، بالضم أيضا، خيمة تجعل من ثمام أو أغصان شجر يستظل بها. والعنة: ما يجمعه الرجل من قصب ونبت ليعلفه غنمه. يقال: جاء بعنة عظيمة.
والعنة، بفتح العين: العطفة، قال الشاعر:
إذا انصرفت من عنة بعد عنة، وجرس على آثارها كالمؤلب والعنة: ما تنصب عليه القدر. وعنة القدر: الدقدان، قال:
عفت غير أنآء ومنصب عنة، وأورق من تحت الخصاصة هامد.
والعنون من الدواب: التي تباري في سيرها الدواب فتقدمها، وذلك من حمر الوحش، قال النابغة:
كأن الرحل شد به خنوف، من الجونات، هادية عنون.
ويروى: خذوف، وهي السمينة من بقر الوحش. ويقال: فلان عنان على آنف القوم إذا كان سباقا لهم.
(٢٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564