لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٢٩٦
وعني: بمعنى علي أي لعلي، قال القلاخ:
يا صاحبي، عرجا قليلا، عنا نحيي الطلل المحيلا.
وقال الأزهري في ترجمة عنا، قال: قال المبرد من وإلى ورب وفي والكاف الزائدة والباء الزائدة واللام الزائدة هي حروف الإضافة التي يضاف بها الأسماء والأفعال إلى ما بعدها، قال: فأما ما وضعه النحويون نحو على وعن وقبل وبعد وبين وما كان مثل ذلك فإنما هي أسماء، يقال: جئت من عنده، ومن عليه، ومن عن يساره، ومن عن يمينه، وأنشد بيت القطامي:
من عن يمين الحبيا نظرة قبل.
قال: ومما يقع الفرق فيه بين من وعن أن من يضاف بها ما قرب من الأسماء، وعن يوصل بها ما تراخى، كقولك: سمعت من فلان حديثا، وحدثنا عن فلان حديثا. وقال أبو عبيدة في قوله تعالى: وهو الذي يقبل التوبة عن عباده، أي من عباده. الأصمعي: حدثني فلان من فلان، يريد عنه.
ولهيت من فلان وعنه، وقال الكسائي: لهيت عنه لا غير، وقال: اله منه وعنه، وقال: عنك جاء هذا، يريد منك، وقال ساعدة بن جؤية:
أفعنك لا برق، كأن وميضه غاب تسنمه ضرام موقد؟
قال: يريد أمنك برق، ولا صلة، روى جميع ذلك أبو عبيد عنهم، قال: وقال ابن السكيت تكون عن بمعنى على، وأنشد بيت ذي الإصبع العدواني:
لا أفضلت في حسب عني.
قال: عني في معنى علي أي لم تفضل في حسب علي، قال: وقد جاء عن بمعنى بعد، وأنشد:
ولقد شبت الحروب، فما غم‍ - مرت فيها، إذ قلصت عن حيال أي قلصت بعد حيالها، وقال في قول لبيد:
لورد تقلص الغيطان عنه، يبك مسافة الخمس الكمال (* قوله يبك مسافة إلخ كذا أنشده هنا كالتهذيب، وأنشده في مادة قلص كالمحكم:
يبذ مفازة الخمس الكلالا).
قال: قوله عنه أي من أجله. والعرب تقول: سر عنك وانفذ عنك أي امض وجز، لا معنى لعنك. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أنه طاف بالبيت مع يعلى بن أمية، فلما انتهى إلى الركن الغربي الذي يلي الأسود قال له: ألا تستلم؟ فقال له: انفذ عنك فإن النبي، صلى الله عليه وسلم، لم يستلمه، وفي الحديث: تفسيره أي دعه. ويقال: جاءنا الخبر عن النبي، صلى الله عليه وسلم، فتخفض النون. ويقال: جاءنا من الخير ما أوجب الشكر فتفتح النون، لأن عن كانت في الأصل عني ومن أصلها منا، فدلت الفتحة على سقوط الألف كما دلت الكسرة في عن على سقوط الياء، وأنشد بعضهم:
منا أن ذر قرن الشمس، حتى أغاث شريدهم ملث الظلام.
وقال الزجاج: في إعراب من الوقف إلا أنها فتحت مع الأسماء التي تدخلها الألف واللام لالتقاء الساكنين كقولك من الناس، النون من من ساكنة والنون من الناس ساكنة، وكان في الأصل أن تكسر لالتقاء الساكنين، ولكنها فتحت لثقل اجتماع كسرتين لو كان من الناس لثقل ذلك، وأما إعراب عن الناس فلا يجوز فيه إلا الكسر لأن أول عن مفتوح، قال: والقول ما قال الزجاج في الفرق بينهما.
(٢٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564