وتقول: اؤتمن فلان، على ما لم يسم فاعله، فإن ابتدأت به صيرت الهمزة الثانية واوا، لأن كل كلمة اجتمع في أولها همزتان وكانت الأخرى منهما ساكنة، فلك أن تصيرها واوا إذا كانت الأولى مضمومة، أو ياء إن كانت الأولى مكسورة نحو إيتمنه، أو ألفا إن كانت الأولى مفتوحة نحو آمن. وحديث ابن عمر: أنه دخل عليه ابنه فقال: إني لا أيمن أن يكون بين الناس قتال أي لا آمن، فجاء به على لغة من يكسر أوائل الأفعال المستقبلة نحو يعلم ونعلم، فانقلبت الألف ياء للكسرة قبلها. واستأمن إليه: دخل في أمانه، وقد أمنه وآمنه. وقرأ أبو جعفر المدني: لست مؤمنا أي لا نؤمنك. والمأمن: موضع الأمن. والأمن: المستجير ليأمن على نفسه، عن ابن الأعرابي، وأنشد:
فأحسبوا لا أمن من صدق وبر، وسح أيمان قليلات الأشر أي لا إجارة، أحسبوه: أعطوه ما يكفيه، وقرئ في سورة براءة:
إنهم لا إيمان لهم، من قرأه بكسر الألف معناه أنهم إن أجاروا وأمنوا المسلمين لم يفوا وغدروا، والإيمان ههنا الإجارة.
والأمانة والأمنة: نقيض الخيانة لأنه يؤمن أذاه، وقد أمنه وأمنه وأتمنه وأتمنه، عن ثعلب، وهي نادرة، وعذر من قال ذلك أن لفظه إذا لم يدغم يصير إلى صورة ما أصله حرف لين، فذلك قولهم في افتعل من الأكل أيتكل، ومن الإزرة أيتزر، فأشبه حينئذ أيتعد في لغة من لم يبدل الفاء ياء، فقال اتمن لقول غيره إيتمن، وأجود اللغتين إقرار الهمزة، كأن تقول ائتمن، وقد يقدر مثل هذا في قولهم إتهل، واستأمنه كذلك. وتقول: استأمنني فلان فآمنته أو منه إيمانا. وفي الحديث: المؤذن مؤتمن، مؤتمن القوم: الذي يثقون إليه ويتخذونه أمينا حافظا، تقول: اؤتمن الرجل، فهو مؤتمن، يعني أن المؤذن أمين الناس على صلاتهم وصيامهم. وفي الحديث: المجالس بالأمانة، هذا ندب إلى ترك إعادة ما يجري في المجلس من قول أو فعل، فكأن ذلك أمانة عند من سمعه أو رآه، والأمانة تقع على الطاعة والعبادة والوديعة والثقة والأمان، وقد جاء في كل منها حديث. وفي الحديث: الأمانة غنى أي سبب الغنى، ومعناه أن الرجل إذا عرف بها كثر معاملوه فصار ذلك سببا لغناه. وفي حديث أشراط الساعة: والأمانة مغنما أي يرى من في يده أمانة أن الخيانة فيها غنيمة قد غنمها. وفي الحديث: الزرع أمانة والتاجر فاجر، جعل الزرع أمانة لسلامته من الآفات التي تقع في التجارة من التزيد في القول والحلف وغير ذلك. ويقال: ما كان فلان أمينا ولقد أمن يأمن أمانة. ورجل أمين وأمان أي له دين، وقيل: مأمون به ثقة، قال الأعشى:
ولقد شهدت التاجر الأمان مورودا شرابه التاجر الأمان، بالضم والتشديد: هو الأمين، وقيل: هو ذو الدين والفضل، وقال بعضهم: الأمان الذي لا يكتب لأنه أمي، وقال بعضهم:
الأمان الزراع، وقول ابن السكيت:
شربت من أمن دواء المشي يدعى المشو، طعمه كالشري الأزهري: قرأت في نوادر الأعراب أعطيت فلانا من أمن مالي، ولم يفسر، قال أبو منصور: كأن معناه من خالص مالي ومن خالص دواء المشي. ابن