لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٢٢
وتقول: اؤتمن فلان، على ما لم يسم فاعله، فإن ابتدأت به صيرت الهمزة الثانية واوا، لأن كل كلمة اجتمع في أولها همزتان وكانت الأخرى منهما ساكنة، فلك أن تصيرها واوا إذا كانت الأولى مضمومة، أو ياء إن كانت الأولى مكسورة نحو إيتمنه، أو ألفا إن كانت الأولى مفتوحة نحو آمن. وحديث ابن عمر: أنه دخل عليه ابنه فقال: إني لا أيمن أن يكون بين الناس قتال أي لا آمن، فجاء به على لغة من يكسر أوائل الأفعال المستقبلة نحو يعلم ونعلم، فانقلبت الألف ياء للكسرة قبلها. واستأمن إليه: دخل في أمانه، وقد أمنه وآمنه. وقرأ أبو جعفر المدني: لست مؤمنا أي لا نؤمنك. والمأمن: موضع الأمن. والأمن: المستجير ليأمن على نفسه، عن ابن الأعرابي، وأنشد:
فأحسبوا لا أمن من صدق وبر، وسح أيمان قليلات الأشر أي لا إجارة، أحسبوه: أعطوه ما يكفيه، وقرئ في سورة براءة:
إنهم لا إيمان لهم، من قرأه بكسر الألف معناه أنهم إن أجاروا وأمنوا المسلمين لم يفوا وغدروا، والإيمان ههنا الإجارة.
والأمانة والأمنة: نقيض الخيانة لأنه يؤمن أذاه، وقد أمنه وأمنه وأتمنه وأتمنه، عن ثعلب، وهي نادرة، وعذر من قال ذلك أن لفظه إذا لم يدغم يصير إلى صورة ما أصله حرف لين، فذلك قولهم في افتعل من الأكل أيتكل، ومن الإزرة أيتزر، فأشبه حينئذ أيتعد في لغة من لم يبدل الفاء ياء، فقال اتمن لقول غيره إيتمن، وأجود اللغتين إقرار الهمزة، كأن تقول ائتمن، وقد يقدر مثل هذا في قولهم إتهل، واستأمنه كذلك. وتقول: استأمنني فلان فآمنته أو منه إيمانا. وفي الحديث: المؤذن مؤتمن، مؤتمن القوم: الذي يثقون إليه ويتخذونه أمينا حافظا، تقول: اؤتمن الرجل، فهو مؤتمن، يعني أن المؤذن أمين الناس على صلاتهم وصيامهم. وفي الحديث: المجالس بالأمانة، هذا ندب إلى ترك إعادة ما يجري في المجلس من قول أو فعل، فكأن ذلك أمانة عند من سمعه أو رآه، والأمانة تقع على الطاعة والعبادة والوديعة والثقة والأمان، وقد جاء في كل منها حديث. وفي الحديث: الأمانة غنى أي سبب الغنى، ومعناه أن الرجل إذا عرف بها كثر معاملوه فصار ذلك سببا لغناه. وفي حديث أشراط الساعة: والأمانة مغنما أي يرى من في يده أمانة أن الخيانة فيها غنيمة قد غنمها. وفي الحديث: الزرع أمانة والتاجر فاجر، جعل الزرع أمانة لسلامته من الآفات التي تقع في التجارة من التزيد في القول والحلف وغير ذلك. ويقال: ما كان فلان أمينا ولقد أمن يأمن أمانة. ورجل أمين وأمان أي له دين، وقيل: مأمون به ثقة، قال الأعشى:
ولقد شهدت التاجر الأمان مورودا شرابه التاجر الأمان، بالضم والتشديد: هو الأمين، وقيل: هو ذو الدين والفضل، وقال بعضهم: الأمان الذي لا يكتب لأنه أمي، وقال بعضهم:
الأمان الزراع، وقول ابن السكيت:
شربت من أمن دواء المشي يدعى المشو، طعمه كالشري الأزهري: قرأت في نوادر الأعراب أعطيت فلانا من أمن مالي، ولم يفسر، قال أبو منصور: كأن معناه من خالص مالي ومن خالص دواء المشي. ابن
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564