لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ١٣٤
الإنسان حين من الدهر. التهذيب: الحين وقت من الزمان، تقول: حان أن يكون ذلك، وهو يحين، ويجمع على الأحيان، ثم تجمع الأحيان أحايين، وإذا باعدوا بين الوقتين باعدوا بإذ فقالوا: حينئذ، وربما خففوا همزة إذا فأبدلوها ياء وكتبوها بالياء. وحان له أن يفعل كذا يحين حينا أي آن.
وقوله تعالى: تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، قيل: كل سنة، وقيل: كل ستة أشهر، وقيل: كل غدوة وعشية. قال الأزهري:
وجميع من شاهدته من أهل اللغة يذهب إلى أن الحين اسم كالوقت يصلح لجميع الأزمان، قال: فالمعنى في قوله عز وجل: تؤتي أكلها كل حين، أنه ينتفع بها في كل وقت لا ينقطع نفعها البتة، قال: والدليل على أن الحين بمنزلة الوقت قول النابغة أنشده الأصمعي:
تناذرها الراقون من سوء سمها، تطلقه حينا، وحينا تراجع.
المعنى: أن السم يخف ألمه وقتا ويعود وقتا. وفي حديث ابن زمل: أكبوا رواحلهم في الطريق وقالوا هذا حين المنزل أي وقت الركون إلى النزول، ويروى خير المنزل، بالخاء والراء. وقوله عز وجل: ولتعلمن نبأه بعد حين، أي بعد قيام القيامة، وفي المحكم أي بعد موت، عن الزجاج. وقوله تعالى: فتول عنهم حتى حين، أي حتى تنقضي المدة التي أمهلوا فيها، والجمع أحيان، وأحايين جمع الجمع، وربما أدخلوا عليه التاء وقالوا لات حين بمعنى ليس حين.
وفي التنزيل العزيز: ولات حين مناص، وأما قول أبي وجزة:
العاطفون تحين ما من عاطف، والمفضلون يدا، إذا ما أنعموا.
قال ابن سيده: قيل إنه أراد العاطفون مثل القائمون والقاعدون، ثم إنه زاد التاء في حين كما زادها الآخر في قوله:
نولي قبل نأي داري جمانا، وصلينا كما زعمت تلانا.
أراد الآن، فزاد التاء وألقى حركة الهمزة على ما قبلها. قال أبو زيد:
سمعت من يقول حسبك تلان، يريد الآن، فزاد التاء، وقيل: أراد العاطفونه، فأجراه في الوصل على حد ما يكون عليه في الوقف، وذلك أنه يقال في الوقف: هؤلاء مسلمونه وضاربونه فتلحق الهاء لبيان حركة النون، كما أنشدوا:
أهكذا يا طيب تفعلونه، أعللا ونحن منهلونه؟
فصار التقدير العاطفونه، ثم إنه شبه هاء الوقف بهاء التأنيث، فلما احتاج لإقامة الوزن إلى حركة الهاء قلبها تاء كما تقول هذا طلحه، فإذا وصلت صارت الهاء تاء فقلت: هذا طلحتنا، فعلى هذا قال العاطفونة، وفتحت التاء كما فتحت في آخر ربت وثمت وذيت وكيت، وأنشد الجوهري (* قوله وأنشد الجوهري إلخ عبارة الصاغاني هو إنشاد مداخل والرواية:
العاطفون تحين ما من عاطف، * والمسبغون يدا إذا ما أنعموا والمانعون من الهضيمة جارهم، * والحاملون إذا العشيرة تغرم واللاحقون جفانهم قمع الذرى * والمطعمون زمان أين المطعم.).
بيت أبي وجزة:
العاطفون تحين ما من عاطف، والمطعمون زمان أين المطعم المطعم قال ابن بري: أنشد ابن السيرافي:
فإلى ذرى آل الزبير بفضلهم، نعم الذرى في النائيات لنا هم العاطفون تحين ما من عاطف، والمسبغون يدا إذا ما أنعموا
(١٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564