لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ١٣٥
قال: هذه الهاء هي هاء السكت اضطر إلى تحريكها، قال ومثله:
هم القائلون الخير والآمرونه، إذا ما خشوا من محدث الأمر معظما.
وحينئذ: تبعيد لقولك الآن. وما ألقاه إلا الحينة بعد الحينة أي الحين بعد الحين. وعامله محاينة وحيانا: من الحين، الأخيرة عن اللحياني، وكذلك استأجره محاينة وحيانا، عنه أيضا.
وأحان من الحين: أزمن. وحين الشئ: جعل له حينا. وحان حينه أي قرب وقته. والنفس قد حان حينها إذا هلكت، وقالت بثينة:
وإن سلوي عن جميل لساعة، من الدهر، ما حانت ولا حان حينها.
قال ابن بري: لم يحفظ لبثينة غير هذا البيت، قال: ومثله لمدرك بن حصن:
وليس ابن أنثى مائتا دون يومه، ولا مفلتا من ميتة حان حينها.
وفي ترجمة حيث: كلمة تدل على المكان، لأنه ظرف في الأمكنة بمنزلة حين في الأزمنة. قال الأصمعي: ومما تخطئ فيه العامة والخاصة باب حين وحيث، غلط فيه العلماء مثل أبي عبيدة وسيبويه، قال أبو حاتم:
رأيت في كتاب سيبويه أشياء كثيرة يجعل حين حيث، وكذلك في كتاب أبي عبيدة بخطه، قال أبو حاتم: واعلم أن حين وحيث ظرفان، فحين ظرف من الزمان، وحيث ظرف من المكان، ولكل واحد منهما حد لا يجاوزه، قال: وكثير من الناس جعلوهما معا حيث، قال: والصواب أن تقول رأيت حيث كنت أي في الموضع الذي كنت فيه، واذهب حيث شئت أي إلى أي موضع شئت. وفي التنزيل العزيز:
وكلا من حيث شئتما. وتقول: رأيتك حين خرج الحاج أي في ذلك الوقت، فهذا ظرف من الزمان، ولا تقل حيث خرج الحاج. وتقول: ائتني حين مقدم الحاج، ولا يجوز حيث مقدم الحاج، وقد صير الناس هذا كله حيث، فليتعهد الرجل كلامه، فإذا كان موضع يحسن فيه أين وأي موضع فهو حيث، لأن أين معناه حيث، وقولهم حيث كانوا وأين كانوا معناهما واحد، ولكن أجازوا الجمع بينهما لاختلاف اللفظين، واعلم أنه يحسن في موضع حين لما وإذ وإذا ووقت ويوم وساعة ومتى، تقول: رأيتك لما جئت، وحين جئت، وإذ جئت، وقد ذكر ذلك كله في ترجمة حيث. وعاملته محاينة: مثل مساوعة. وأحينت بالمكان إذا أقمت به حينا. أبو عمرو: أحينت الإبل إذا حان لها أن تحلب أو يعكم عليها. وفلان يفعل كذا أحيانا وفي الأحايين. وتحينت رؤية فلان أي تنظرته. وتحين الوارش إذا انتظر وقت الأكل ليدخل. وحينت الناقة إذا جعلت لها في كل يوم وليلة وقتا تحلبها فيه. وحين الناقة وتحينها: حلبها مرة في اليوم والليلة، والاسم الحينة، قال المخبل يصف إبلا:
إذا أفنت أروى عيالك أفنها، وإن حينت أربى على الوطب حينها.
وفي حديث الأذان: كانوا يتحينون وقت الصلاة أي يطلبون حينها.
والحين: الوقت. وفي حديث الجمار: كنا نتحين زوال الشمس. وفي الحديث: تحينوا نوقكم، هو أن تحلبها مرة واحدة وفي وقت معلوم.
الأصمعي: التحيين أن تحلب الناقة في اليوم والليلة مرة واحدة، قال: والتوجيب مثله وهو كلام العرب. وإبل محينة إذا كانت لا
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564