لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ١٣٠
وليكن موصولا بآخر من رحمتك، هذا معنى التثنية عند سيبويه في هذا الضرب، قال طرفة:
أبا منذر، أفنيت فاستبق بعضنا، حنانيك، بعض الشر أهون من بعض.
قال سيبويه: ولا يستعمل مثنى إلا في حد الإضافة. وحكى الأزهري عن الليث: حنانيك يا فلان افعل كذا ولا تفعل كذا، يذكره الرحمة والبر، وأنشد بيت طرفة، قال ابن سيده: وقد قالوا حنانا فصلوه من الإضافة في حد الإفراد، وكل ذلك بدل من اللفظ بالفعل، والذي ينتصب عليه غير مستعمل إظهاره، كما أن الذي يرتفع عليه كذلك، والعرب تقول: حنانك يا رب وحنانيك بمعنى واحد أي رحمتك، وقالوا:
سبحان الله وحنانيه أي واسترحامه، كما قالوا: سبحان الله وريحانه أي استرزاقه، وقول امرئ القيس:
ويمنعها بنو شمجى بن جرم معيزهم، حنانك ذا الحنان.
فسره ابن الأعرابي فقال: معناه رحمتك يا رحمن فأغنني عنهم، ورواه الأصمعي: ويمنحها أي يعطيها، وفسر حنانك برحمتك أيضا أي أنزل عليهم رحمتك ورزقك، فرواية ابن الأعرابي تسخط وذم، وكذلك تفسيره، ورواية الأصمعي تشكر وحمد ودعاء لهم، وكذلك تفسيره، والفعل من كل ذلك تحنن عليه، وهو التحنن. وتحنن عليه:
ترحم، وأنشد ابن بري للحطيئة:
تحنن علي، هداك المليك، فإن لكل مقام مقالا.
والحنان: الرحمة، والحنان: الرزق. والحنان: البركة. والحنان:
الهيبة. والحنان: الوقار. الأموي: ما نرى له حنانا أي هيبة. والتحنن: كالحنان. وفي حديث عمر، رضي الله عنه، لما قال الوليد بن عقبة بن أبي معيط: أقتل من بين قريش، فقال عمر:
حن قدح ليس منها، هو مثل يضرب للرجل ينتمي إلى نسب ليس منه أو يدعي ما ليس منه في شئ، والقدح، بالكسر: أحد سهام الميسر، فإذا كان من غير جوهر أخواته ثم حركها المفيض بها خرج له صوت يخالف أصواتها فعرف به، ومنه كتاب علي، رضوان الله عليه، إلى معاوية: وأما قولك كيت وكيت فقد حن قدح ليس منها. والحنون من الرياح: التي لها حنين كحنين الإبل أي صوت يشبه صوتها عند الحنين، قال النابغة:
غشيت لها منازل مقفرات، تذعذعها مذعذعة حنون وقد حنت واستحنت، أنشد سيبويه لأبي زبيد:
مستحن بها الرياح، فما يج‍ - تابها في الظلام كل هجود.
وسحاب حنان كذلك، وقوله: فاستقبلت ليلة خمس حنان.
جعل الحنان للخمس، وإنما هو في الحقيقة للناقة، لكن لما بعد عليه أمد الورد فحنت نسب ذلك إلى الخمس حيث كان من أجله.
وخمس حنان أي بائص، الأصمعي: أي له حنين من سرعته.
وامرأة حنانة: تحن إلى زوجها الأول وتعطف عليه، وقيل: هي التي تحن على ولدها الذي من زوجها المفارقها. والحنون من النساء: التي تتزوج رقة على ولدها إذا كانوا صغارا ليقوم الزوج بأمرهم، وفي بعض الأخبار: أن رجلا أوصى ابنه
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564