لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ١٢٩
أنه من أسماء الفراعنة، فكره أن يسمى به. والحنان، بالتخفيف: الرحمة. تقول: حن عليه يحن حنانا، قال أبو إسحق في قوله تعالى: وآتيناه الحكم صبيا وحنانا من لدنا، أي وآتيناه حنانا، قال: الحنان العطف والرحمة، وأنشد سيبويه:
فقالت: حنان ما أتى بك ههنا؟
أذو نسب أم أنت بالحي عارف؟
أي أمري حنان أو ما يصيبنا حنان أي عطف ورحمة، والذي يرفع عليه غير مستعمل إظهاره. وقال الفراء في قوله سبحانه: وحنانا من لدنا الرحمة، أي وفعلنا ذلك رحمة لأبويك. وذكر عكرمة عن ابن عباس في هذه الآية أنه قال: ما أدري ما الحنان. والحنين: الشديد من البكاء والطرب، وقيل: هو صوت الطرب كان ذلك عن حزن أو فرح. والحنين: الشوق وتوقان النفس، والمعنيان متقاربان، حن إليه يحن حنينا فهو حان. والاستحنان: الاستطراب. واستحن: استطرب: وحنت الإبل: نزعت إلى أوطانها أو أولادها، والناقة تحن في إثر ولدها حنينا تطرب مع صوت، وقيل: حنينها نزاعها بصوت وبغير يصوت والأكثر أن الحنين بالصوت. وتحننت الناقة على ولدها: تعطفت، وكذلك الشاة، عن اللحياني. الأزهري عن الليث:
حنين الناقة على معنيين: حنينها صوتها إذا اشتاقت إلى ولدها، وحنينها نزاعها إلى ولدها من غير صوت، قال رؤبة:
حنت قلوصي أمس بالأردن، حني فما ظلمت أن تحني.
يقال: حن قلبي إليه فهذا نزاع واشتياق من غير صوت، وحنت الناقة إلى ألافها فهذا صوت مع نزاع، وكذلك حنت إلى ولدها، قال الشاعر:
يعارضن ملواحا كأن حنينها، قبيل انفتاق الصبح، ترجيع زامر.
ويقال: حن عليه أي عطف. وحن إليه أي نزع إليه. وفي الحديث:
أن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان يصلي في أصل أسطوانة جذع في مسجده، ثم تحول إلى أصل أخرى، فحنت إليه الأولى ومالت نحوه حتى رجع إليها فاحتضنها فسكنت. وفي حديث آخر: أنه كان يصلي إلى جذع في مسجده، فلما عمل له المنبر صعد عليه فحن الجذع إليه أي نزع واشتاق، قال: وأصل الحنين ترجيع الناقة صوتها إثر ولدها. وتحانت: كحنت، قال ابن سيده: حكاه يعقوب في بعض شروحه، وكذلك الحمامة والرجل، وسمع النبي، صلى الله عليه وسلم، بلالا ينشد:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بواد وحولي إذخر وجليل؟
فقال له: حننت يا ابن السوداء. والحنان: الذي يحن إلى الشئ. والحنة، بالكسر: رقة القلب، عن كراع. وفي حديث زيد بن عمرو بن نفيل: حنانيك يا رب أي ارحمني رحمة بعد رحمة، وهو من المصادر المثناة التي لا يظهر فعلها كلبيك وسعديك، وقالوا: حنانك وحنانيك أي تحننا علي بعد تحنن، فمعنى حنانيك تحنن علي مرة بعد أخرى وحنان بعد حنانا، قال ابن سيده: يقول كلما كنت في رحمة منك وخير فلا ينقطعن،
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564