حنظلة الغنوي:
لم يمنع الناس مني ما أردت، وما أعطيهم ما أرادوا، حسن ذا أدبا.
أراد: حسن هذا أدبا، فخفف ونقل. ورجل حسن بسن: اتباع له، وامرأة حسنة، وقالوا: امرأة حسناء ولم يقولوا رجل أحسن، قال ثعلب: وكان ينبغي أن يقال لأن القياس يوجب ذلك، وهو اسم أنث من غير تذكير، كما قالوا غلام أمرد ولم يقولوا جارية مرداء، فهو تذكير من غير تأنيث. والحسان، بالضم: أحسن من الحسن. قال ابن سيده: ورجل حسان، مخفف، كحسن، وحسان، والجمع حسانون، قال سيبويه: ولا يكسر، استغنوا عنه بالواو والنون، والأنثى حسنة، والجمع حسان كالمذكر وحسانة، قال الشماخ:
دار الفتاة التي كنا نقول لها:
يا ظبية عطلا حسانة الجيد.
والجمع حسانات، قال سيبويه: إنما نصب دار بإضمار أعني، ويروى بالرفع. قال ابن بري: حسين وحسان وحسان مثل كبير وكبار وكبار وعجيب وعجاب وعجاب وظريف وظراف وظراف، وقال ذو الإصبع:
كأنا يوم قرى إن - نما نقتل إيانا قياما بينهم كل فتى أبيض حسانا.
وأصل قولهم شئ حسن حسين لأنه من حسن يحسن كما قالوا عظم فهو عظيم، وكرم فهو كريم، كذلك حسن فهو حسين، إلا أنه جاء نادرا، ثم قلب الفعيل فعالا ثم فعالا إذا بولغ في نعته فقالوا حسن وحسان وحسان، وكذلك كريم وكرام وكرام، وجمع الحسناء من النساء حسان ولا نظير لها إلا عجفاء وعجاف، ولا يقال للذكر أحسن، إنما تقول هو الأحسن على إرادة التفضيل، والجمع الأحاسن. وأحاسن القوم: حسانهم. وفي الحديث: أحاسنكم أخلاقا الموطؤون أكنافا، وهي الحسنى. والحاسن: القمر. وحسنت الشئ تحسينا:
زينته، وأحسنت إليه وبه، وروى الأزهري عن أبي الهيثم أنه قال في قوله تعالى في قصة يوسف، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن، أي قد أحسن إلي. والعرب تقول: أحسنت بفلان وأسأت بفلان أي أحسنت إليه وأسأت إليه. وتقول: أحسن بنا أي أحسن إلينا ولا تسئ بنا، قال كثير:
أسيئي بنا أو أحسني، لا ملومة لدينا، ولا مقلية إن تقلت.
وقوله تعالى: وصدق بالحسنى، قيل أراد الجنة، وكذلك قوله تعالى:
للذين أحسنوا الحسنى وزيادة، فالحسنى هي الجنة، والزيادة النظر إلى وجه الله تعالى. ابن سيده: والحسنى هنا الجنة، وعندي أنها المجازاة الحسنى. والحسنى: ضد السوأى. وقوله تعالى: وقولوا للناس حسنا. قال أبو حاتم: قرأ الأخفش وقولوا للناس حسنى، فقلت: هذا لا يجوز، لأن حسنى مثل فعلى، وهذا لا يجوز إلا بالألف واللام، قال ابن سيده: هذا نص لفظه، وقال قال ابن جني: هذا عندي غير لازم لأبي الحسن، لأن حسنى هنا غير صفة، وإنما هو مصدر بمنزلة الحسن كقراءة غيره:
وقولوا للناس حسنا، ومثله في الفعل والفعلي: الذكر والذكرى، وكلاهما مصدر، ومن الأول البؤس والبؤسى والنعم والنعمى، ولا يستوحش من