لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ١١٢
أحزنه جعله حزينا، وحزنه جعل فيه حزنا، كأفتنه جعله فاتنا، وفتنه جعل فيه فتنة. وعام الحزن (* قوله وعام الحزن ضبط في الأصل والقاموس بضم فسكون وصرح بذلك شارح القاموس، وضبط في المحكم بالتحريك).
العام الذي ماتت فيه خديجة، رضي الله عنها، وأبو طالب فسماه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عام الحزن، حكى ذلك ثعلب عن ابن الأعرابي، قال: وماتا قبل الهجرة بثلاث سنين. الليث: للعرب في الحزن لغتان، إذا فتحوا ثقلوا، وإذا ضموا خففوا، يقال: أصابه حزن شديد وحزن شديد، أبو عمرو: إذا جاء الحزن منصوبا فتحوه، وإذا جاء مرفوعا أو مكسورا ضموا الحاء كقول الله عز وجل: وابيضت عيناه من الحزن، أي أنه في موضع خفض، وقال في موضع آخر: تفيض من الدمع حزنا، أي أنه في موضع نصب. وقال: أشكو بثي وحزني إلى الله، ضموا الحاء ههنا، قال: وفي استعمال الفعل منه لغتان: تقول حزنني يحزنني حزنا فأنا محزون، ويقولون أحزنني فأنا محزن وهو محزن، ويقولون: صوت محزن وأمر محزن، ولا يقولون صوت حازن.
وقال غيره: اللغة العالية حزنه يحزنه، وأكثر القراء قرؤوا: ولا يحزنك قولهم، وكذلك قوله: قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون، وأما الفعل اللازم فإنه يقال فيه حزن يحزن حزنا لا غير.
أبو زيد: لا يقولون قد حزنه الأمر، ويقولون يحزنه، فإذا قالوا أفعله الله فهو بالألف. وفي حديث ابن عمر حين ذكر الغزو وذكر من يغزو ولا نية له فقال: إن الشيطان يحزنه أي يوسوس إليه ويندمه ويقول له لم تركت أهلك ومالك؟ فيقع في الحزن ويبطل أجره. وقوله تعالى: وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن، قالوا فيه: الحزن هم الغداء والعشاء، وقيل: هو كل ما يحزن من حزن معاش أو حزن عذاب أو حزن موت، فقد أذهب الله عن أهل الجنة كل الأحزان. والحزانة، بالضم والتخفيف: عيال الرجل الذين يتجزن بأمرهم ولهم. الليث: يقول الرجل لصاحبه كيف حشمك وحزانتك أي كيف من تتحزن بأمرهم. وفي قلبه عليك حزانة أي فتنة (* قوله حزانة أي فتنة ضبط في الأصل بضم الحاء وفي المحكم بفتحها). قال: وتسمى سفنجقانية العرب على العجم في أول قدومهم الذي استحقوا به من الدور والضياع ما استحقوا حزانة. قال ابن سيده: والحزانة قدمة العرب على العجم في أول قدومهم الذي استحقوا به ما استحقوا من الدور والضياع، قال الأزهري: وهذا كله بتخفيف الزاي على فعالة. والسفنجقانية:
شرط كان للعرب على العجم بخراسان إذا أخذوا بلدا صلحا أن يكونوا إذا مر بهم الجيوش أفذاذا أو جماعات أن ينزلوهم ويقروهم، ثم يزودوهم إلى ناحية أخرى. والحزن: بلاد للعرب. قال ابن سيده:
والحزن ما غلظ من الأرض، والجمع حزون وفيها حزونة، وقوله:
الحزن بابا والعقور كلبا.
أجرى فيه الاسم مجرى الصفة، لأن قوله الحزن بابا بمنزلة قوله الوعر بابا والممتنع بابا. وقد حزن المكان حزونة، جاؤوا به على بناء ضده وهو قولهم: مكان سهل وقد سهل سهولة. وفي حديث ابن المسيب: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، أراد أن يغير اسم جده حزن ويسميه سهلا
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564