أحزنه جعله حزينا، وحزنه جعل فيه حزنا، كأفتنه جعله فاتنا، وفتنه جعل فيه فتنة. وعام الحزن (* قوله وعام الحزن ضبط في الأصل والقاموس بضم فسكون وصرح بذلك شارح القاموس، وضبط في المحكم بالتحريك).
العام الذي ماتت فيه خديجة، رضي الله عنها، وأبو طالب فسماه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عام الحزن، حكى ذلك ثعلب عن ابن الأعرابي، قال: وماتا قبل الهجرة بثلاث سنين. الليث: للعرب في الحزن لغتان، إذا فتحوا ثقلوا، وإذا ضموا خففوا، يقال: أصابه حزن شديد وحزن شديد، أبو عمرو: إذا جاء الحزن منصوبا فتحوه، وإذا جاء مرفوعا أو مكسورا ضموا الحاء كقول الله عز وجل: وابيضت عيناه من الحزن، أي أنه في موضع خفض، وقال في موضع آخر: تفيض من الدمع حزنا، أي أنه في موضع نصب. وقال: أشكو بثي وحزني إلى الله، ضموا الحاء ههنا، قال: وفي استعمال الفعل منه لغتان: تقول حزنني يحزنني حزنا فأنا محزون، ويقولون أحزنني فأنا محزن وهو محزن، ويقولون: صوت محزن وأمر محزن، ولا يقولون صوت حازن.
وقال غيره: اللغة العالية حزنه يحزنه، وأكثر القراء قرؤوا: ولا يحزنك قولهم، وكذلك قوله: قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون، وأما الفعل اللازم فإنه يقال فيه حزن يحزن حزنا لا غير.
أبو زيد: لا يقولون قد حزنه الأمر، ويقولون يحزنه، فإذا قالوا أفعله الله فهو بالألف. وفي حديث ابن عمر حين ذكر الغزو وذكر من يغزو ولا نية له فقال: إن الشيطان يحزنه أي يوسوس إليه ويندمه ويقول له لم تركت أهلك ومالك؟ فيقع في الحزن ويبطل أجره. وقوله تعالى: وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن، قالوا فيه: الحزن هم الغداء والعشاء، وقيل: هو كل ما يحزن من حزن معاش أو حزن عذاب أو حزن موت، فقد أذهب الله عن أهل الجنة كل الأحزان. والحزانة، بالضم والتخفيف: عيال الرجل الذين يتجزن بأمرهم ولهم. الليث: يقول الرجل لصاحبه كيف حشمك وحزانتك أي كيف من تتحزن بأمرهم. وفي قلبه عليك حزانة أي فتنة (* قوله حزانة أي فتنة ضبط في الأصل بضم الحاء وفي المحكم بفتحها). قال: وتسمى سفنجقانية العرب على العجم في أول قدومهم الذي استحقوا به من الدور والضياع ما استحقوا حزانة. قال ابن سيده: والحزانة قدمة العرب على العجم في أول قدومهم الذي استحقوا به ما استحقوا من الدور والضياع، قال الأزهري: وهذا كله بتخفيف الزاي على فعالة. والسفنجقانية:
شرط كان للعرب على العجم بخراسان إذا أخذوا بلدا صلحا أن يكونوا إذا مر بهم الجيوش أفذاذا أو جماعات أن ينزلوهم ويقروهم، ثم يزودوهم إلى ناحية أخرى. والحزن: بلاد للعرب. قال ابن سيده:
والحزن ما غلظ من الأرض، والجمع حزون وفيها حزونة، وقوله:
الحزن بابا والعقور كلبا.
أجرى فيه الاسم مجرى الصفة، لأن قوله الحزن بابا بمنزلة قوله الوعر بابا والممتنع بابا. وقد حزن المكان حزونة، جاؤوا به على بناء ضده وهو قولهم: مكان سهل وقد سهل سهولة. وفي حديث ابن المسيب: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، أراد أن يغير اسم جده حزن ويسميه سهلا