وفي حديث الدعاء: وجعل لكل منهم قيتة مقسومة من رزقه، هي فعلة من القوت، كميتة من الموت.
ونفخ في النار نفخا قوتا، واقتات لها: كلاهما رفق بها.
واقتت لنارك قيتة أي أطعمها، قال ذو الرمة:
فقلت له: خذها إليك، وأحيها بروحك، واقتته لها قيتة قدرا وإذا نفخ نافخ في النار، قيل له: انفخ نفخا قوتا، واقت لها نفخك قيتة، يأمره بالرفق والنفخ القليل.
وأقات الشئ وأقات عليه: أطاقه، أنشد ابن الأعرابي:
وبما أستفيد، ثم أقيت ال - مال، إني امرؤ مقيت مفيد وفي أسماء الله تعالى: المقيت، هو الحفيظ، وقيل: المقتدر، وقيل: هو الذي يعطي أقوات الخلائق، وهو من أقاته يقيته إذا أعطاه قوته. وأقاته أيضا: إذا حفظه. وفي التنزيل العزيز: وكان الله على كل شئ مقيتا. الفراء: المقيت المقتدر والمقدر، كالذي يعطي كل شئ قوته. وقال الزجاج: المقيت القدير، وقيل: الحفيظ، قال: وهو بالحفيظ أشبه، لأنه مشتق من القوت.
يقال: قت الرجل أقوته قوتا إذا حفظت نفسه بما يقوته. والقوت: اسم الشئ الذي يحفظ نفسه، ولا فضل فيه على قدر الحفظ، فمعنى المقيت: الحفيظ الذي يعطي الشئ قدر الحاجة، من الحفظ، وقال الفراس: المقيت المقتدر، كالذي يعطي كل رجل قوته. ويقال: المقيت الحافظ للشئ والشاهد له، وأنشد ثعلب للسموأل بن عادياء:
رب شتم سمعته وتصاممت ، وعي تركته. فكفيت ليت شعري وأشعرن إذا ما قربوها منشورة، ودعيت ألي الفضل أم علي، إذا حو سبت؟ إني على الحساب مقيت أي أعرف ما عملت من السوء، لأن الإنسان على نفسه بصيرة.
حكى ابن بري عن أبي سعيد السيرافي، قال: الصحيح رواية من روى:
ربي على الحساب مقيت قال: لأن الخاضع لربه لا يصف نفسه بهذه الصفة. قال ابن بري:
الذي حمل السيرافي على تصحيح هذه الرواية، أنه بنى على أن مقيتا بمعنى مقتدر، ولو ذهب مذهب من يقول إنه الحافظ للشئ والشاهد له، كما ذكر الجوهري، لم ينكر الرواية الأولة. وقال أبو إسحق الزجاج: إن المقيت بمعنى الحافظ والحفيظ، لأنه مشتق من القوت أي مأخوذ من قولهم: قت الرجل أقوته إذا حفظت نفسه بما يقوته. والقوت: اسم الشئ الذي يحفظ نفسه، قال: فمعنى المقيت على هذا: الحفيظ الذي يعطي الشئ على قدر الحاجة، من الحفظ، قال:
وعلى هذا فسر قوله عز وجل: وكان الله على كل شئ مقيتا أي حفيظا. وقيل في تفسير بيت السموأل: إني على الحساب مقيت، أي موقوف على الحساب، وقال آخر:
ثم بعد الممات ينشرني من هو على النشر، يا بني، مقيت