ويقال: الجاهل الضعيف، قال الشاعر:
كالخرس العماميت والعميت أيضا: الذي لا يهتدي لجهة.
وفلان يعمت أقرانه إذا كان يقهرهم ويلفهم، يقال ذلك في الحرب، وجودة الرأي، والعلم بأمر العدو وإثخانه، ومن ذلك يقال للفائف الصوف: عمت، لأنها تعمت أي تلف.
* عنت: العنت: دخول المشقة على الإنسان، ولقاء الشدة، يقال: أعنت فلان فلانا إعناتا إذا أدخل عليه عنتا أي مشقة. وفي الحديث: الباغون البرآء العنت، قال ابن الأثير:
العنت المشقة، والفساد، والهلاك، والإثم، والغلط، والخطأ، والزنا: كل ذلك قد جاء، وأطلق العنت عليه، والحديث يحتمل كلها، والبرآء جمع برئ، وهو والعنت منصوبان مفعولان للباغين، يقال:
بغيت فلانا خيرا، وبغيتك الشئ: طلبته لك، وبغيت الشئ:
طلبته، ومنه الحديث: فيعنتوا عليكم دينكم أي يدخلوا عليكم الضرر في دينكم، والحديث الآخر: حتى تعنته أي تشق عليه.
وفي الحديث: أيما طبيب تطبب، ولم يعرف بالطب فأعنت، فهو ضامن، أي أضر المريض وأفسده.
وأعنته وتعنته تعنتا: سأله عن شئ أراد به اللبس عليه والمشقة. وفي حديث عمر: أردت أن تعنتني أي تطلب عنتي، وتسقطني.
والعنت. الهلاك.
وأعنته أوقعه في الهلكة، وقوله عز وجل: واعلموا أن فيكم رسول الله، لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم، أي لو أطاع مثل المخبر الذي أخبره بما لا أصل له، وقد كان سعى بقوم من العرب إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، أمنهم ارتدوا، لوقعتم في عنت أي في فساد وهلاك. وهو قول الله، عز وجل: يا أيها الذين آمنوا، إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة، فتصبحوا على ما فعلتم نادمين، واعلموا أن فيكم رسول الله، لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم. وفي التنزيل: ولو شاء الله لأعنتكم، معناه: لو شاء لشدد عليكم، وتعبدكم بما يصعب عليكم أداؤه، كما فعل بمن كان قبلكم. وقد يوضع العنت موضع الهلاك، فيجوز أن يكون معناه: لو شاء الله لأعنتكم أي لأهلككم بحكم يكون فيه غير ظالم.
قال ابن الأنباري: أصل التعنت التشديد، فإذا قالت العرب:
فلان يتعنت فلانا ويعنته، فمرادهم يشدد عليه، ويلزمه بما يصعب عليه أداؤه، قال: ثم نقلت إلى معنى الهلاك، والأصل ما وصفنا.
قال ابن الأعرابي: الإعنات تكليف غير الطاقة. والعنت:
الزنا. وفي التنزيل: ذلك لمن خشي العنت منكم، يعني الفجور والزنا، وقال الأزهري: نزلت هذه الآية فيمن لم يستطع طولا أي فضل مال ينكح به حرة، فله أن ينكح أمة، ثم قال: ذلك لمن خشي العنت منكم، وهذا يوجب أن من لم يخش العنت، ولم يجد طولا لحرة، أنه لا يحل له أن ينكح أمة، قال: واختلف الناس في تفسير هذه الآية، فقال بعضهم: معناه ذلك لمن خاف أن يحمله شدة الشبق والغلمة على الزنا، فيلقى العذاب العظيم في الآخرة، والحد في الدنيا، وقال بعضهم: معناه أن يعشق أمة، وليس في الآية ذكر عشق، ولكن ذا العشق يلقى عنتا، وقال أبو العباس محمد بن يزيد الثمالي: العنت،