حسان بن ثابت:
وشتان بينكما في الندى، وفي البأس، والخبر والمنظر وقال آخر:
أخاطب جهرا، إذ لهن تخافت، وشتان بين الجهر، والمنطق الخفت وقال جميل:
أريد صلاحها، وتريد قتلي، وشتا بين قتلي والصلاح فحذف نون شتان لضرورة الشعر.
وشتان: مصروفة عن شتت، فالفتحة التي في النون هي الفتحة التي كانت في التاء، وتلك الفتحة تدل على أنه مصروف عن الفعل الماضي، وكذلك وشكان وسرعان مصروف من وشك وسرع، تقول: وشكان ذا خروجا، وسرعان ذا خروجا وأصله وشك ذا خروجا، وسرع ذا خروجا، روى ذلك كله ابن السكيت عن الأصمعي. أبو زيد: شتان منصوب على كل حال، لأنه ليس له واحد، وقال في قوله:
شتان بينهما في كل منزلة، هذا يخاف وهذا يرتجى أبدا فرفع البين، لأن المعنى وقع له، قال: ومن العرب من ينصب بينهما، في مثل هذا الموضع، فيقول: شتان بينهما، ويضمر ما، كأنه يقول شت الذي بينهما، كقوله تعالى: لقد تقطع بينكم، قال أبو بكر: شتان أخوك وأبوك، وشتان ما أخوك وأبوك، وشتان ما بين أخيك وأبيك. فمن قال: شتان، رفع الأخ بشتان، ونسق الأب على الأخ، وفتح النون من شتان، لاجتماع الساكنين، وشبههما بالأدوات، ومن قال:
شتان ما أخوك وأبوك، رفع الأخ بشتان، ونسق الأب عليه، ودخل ما صلة، ويجوز على هذا الوجه شتان، بكسر النون، على أنه تثنية شت. والشت: المتفرق، وتثنيته: شتان، وجمعه: أشتات.
ومن قال: شتان ما بين أخيك وأبيك، رفع ما بشتان على أنها بمعنى الذي، وبين صلة ما، والمعنى شتان الذي بين أخيك وأبيك، ولا يجوز في هذا الوجه كسر النون، لأنها رفعت اسما واحدا. قال ابن جني: شتان وشتى، كسرعان وسكرى، يعني أن شتى ليس مؤنث شتان، كسكران وسكرى، وإنما هما اسمان تواردا وتقابلا في عرض اللغة، من غير قصد ولا إيثار، لتقاودهما.
* شخت: الشخت: الدقيق من الأصل، لا من الهزال، وقيل: هو الدقيق من كل شئ، حتى إنه يقال للدقيق العنق والقوائم: شخت، والأنثى:
شختة، وجمعها شخات. وقد شخت، بالضم، شخوتة، فهو شخت وشخيت، ومنهم من يحرك الخاء، وأنشد:
أقاسيم جزأها صانع، فمنها النبيل، ومنها الشخت وفي حديث عمر، رضي الله عنه، قال للجني: إني أراك ضئيلا شخيتا، الشخت والشخيت: النحيف الجسم، الدقيقة. ويقال للحطب الدقيق:
شخت. ويقال: إنه لشخت الجزارة إذا كان دقيق القوائم، قال ذو الرمة: