لسان العرب - ابن منظور - ج ٢ - الصفحة ٤٧٣
أكثر، وقال سيبويه: ليس في الكلام فعول بواحدة، هذا قول الجوهري، قال الأزهري: وسائر الأسماء تجئ على فعول مثل سفود وقفور وقبور وما أشبههما، والفتح فيهما أقيس، والضم أكثر استعمالا، وهما من أبنية المبالغة والمراد بهما التنزيه.
وسبحات وجه الله، بضم السين والباء: أنواره وجلاله وعظمته. وقال جبريل، عليه السلام: إن لله دون العرش سبعين حجابا لو دنونا من أحدها لأحرقتنا سبحات وجه ربنا، رواه صاحب العين، قال ابن شميل: سبحات وجهه نور وجهه. وفي حديث آخر: حجابه النور والنار، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه كل شئ أدركه بصره، سبحات وجه الله: جلاله وعظمته، وهي في الأصل جمع سبحة، وقيل: أضواء وجهه، وقيل: سبحات الوجه محاسنه لأنك إذا رأيت الحسن الوجه قلت: سبحان الله وقيل: معناه تنزيه له أي سبحان وجهه، وقيل: سبحات وجهه كلام معترض بين الفعل والمفعول أي لو كشفها لأحرقت كل شئ أدركه بصره، فكأنه قال: لأحرقت سبحات الله كل شئ أبصره، كما تقول: لو دخل الملك البلد لقتل، والعياذ بالله، كل من فيه، قال: وأقرب من هذا كله أن المعنى: لو انكشف من أنوار الله التي تحجب العباد عنه شئ لأهلك كل من وقع عليه ذلك النور، كما خر موسى، على نبينا وعليه السلام، صعقا وتقطع الجبل دكا، لما تجلى الله سبحانه وتعالى، ويقال: السبحات مواضع السجود. والسبحة: الخرزات التي يعد المسبح بها تسبيحه، وهي كلمة مولدة.
وقد يكون التسبيح بمعنى الصلاة والذكر، تقول: قضيت سبحتي.
وروي أن عمر، رضي الله عنه، جلد رجلين سبحا بعد العصر أي صليا، قال الأعشى:
وسبح على حين العشيات والضحى، ولا تعبد الشيطان، والله فاعبدا يعني الصلاة بالصباح والمساء، وعليه فسر قوله: فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون، يأمرهم بالصلاة في هذين الوقتين، وقال الفراء:
حين تمسون المغرب والعشاء، وحين تصبحون صلاة الفجر، وعشيا العصر، وحين تظهرون الأولى. وقوله: وسبح بالعشي والإبكار أي وصل. وقوله عز وجل: فلولا أنه كان من المسبحين، أراد من المصلين قبل ذلك، وقيل: إنما ذلك لأنه قال في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. وقوله: يسبحون الليل والنهار لا يفترون، يقال: إن مجرى التسبيح فيهم كمجرى النفس منا لا يشغلنا عن النفس شئ. وقوله: ألم أقل لكم لولا تسبحون أي تستثنون، وفي الاستثناء تعظيم الله والإقرار بأنه لا يشاء أحد إلا أن يشاء الله، فوضع تنزيه الله موضع الاستثناء.
والسبحة: الدعاء وصلاة التطوع والنافلة، يقال: فرغ فلان من سبحته أي من صلاته النافلة، سميت الصلاة تسبيحا لأن التسبيح تعظيم الله وتنزيهه من كل سوء، قال ابن الأثير: وإنما خصت النافلة بالسبحة، وإن شاركتها الفريضة في معنى التسبيح، لأن التسبيحات في الفرائض نوافل، فقيل لصلاة النافلة سبحة لأنها نافلة كالتسبيحات والأذكار في أنها غير واجبة، وقد تكرر ذكر السبحة في الحديث كثيرا فمنها: اجعلوا صلاتكم معهم سبحة أي نافلة، ومنها: كنا إذا نزلنا منزلا لا نسبح حتى نحل الرحال، أراد صلاة الضحى، بمعنى أنهم كانوا مع اهتمامهم بالصلاة لا يباشرونها حتى يحطوا الرحال ويريحوا الجمال
(٤٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 468 469 470 471 472 473 474 475 476 477 478 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف التاء فصل الهمزة 3
2 فصل الباء الموحدة 6
3 فصل التاء المثناة فوقها 17
4 فصل الثاء المثلثة 19
5 فصل الجيم 21
6 فصل الحاء المهملة 22
7 فصل الخاء المعجمة 27
8 فصل الدال المهملة 33
9 فصل الذال المعجمة 33
10 فصل الراء 33
11 فصل الزاي 34
12 فصل السين المهملة 36
13 فصل الشين المعجمة 48
14 فصل الصاد المهملة 52
15 فصل الضاد المعجمة 58
16 فصل الطاء المهملة 58
17 فصل العين المهملة 58
18 فصل الغين المعجمة 63
19 فصل الفاء 64
20 فصل القاف 70
21 فصل الكاف 76
22 فصل اللام 82
23 فصل الميم 88
24 فصل النون 95
25 فصل الهاء 102
26 فصل الواو 107
27 فصل الياء المثناة تحتها 109
28 حرف الثاء المثلثة فصل الألف 110
29 فصل الباء الموحدة 114
30 فصل التاء المثناة فوقها 120
31 فصل الثاء المثلثة 121
32 فصل الجيم 126
33 فصل الحاء المهملة 129
34 فصل الخاء المعجمة 141
35 فصل الدال المهملة 147
36 فصل الراء 150
37 فصل الشين المعجمة 158
38 فصل الصاد المهملة 162
39 فصل الضاد المعجمة 162
40 فصل الطاء المهملة 164
41 فصل العين المهملة 166
42 فصل الغين المعجمة 171
43 فصل الفاء 175
44 فصل القاف 177
45 فصل الكاف 178
46 فصل اللام 182
47 فصل الميم 189
48 فصل النون 193
49 فصل الهاء 198
50 فصل الواو 199
51 فصل الياء المثناة تحتها 204
52 حرف الجيم فصل الألف 205
53 فصل الألف 206
54 فصل الباء 209
55 فصل التاء المثناة فوقها 218
56 فصل الثاء المثلثة 219
57 فصل الجيم 223
58 فصل الحاء 225
59 فصل الخاء 246
60 فصل الدال المهملة 262
61 فصل الذال المعجمة 278
62 فصل الراء 279
63 فصل الزاي 285
64 فصل السين المهملة 294
65 فصل الشين المعجمة 303
66 فصل الصاد المهملة 310
67 فصل الضاد المعجمة 312
68 فصل الطاء المهملة 316
69 فصل الظاء المعجمة 317
70 فصل العين المهملة 317
71 فصل الغين المعجمة 336
72 فصل الفاء 338
73 فصل القاف 351
74 فصل الكاف 351
75 فصل اللام 352
76 فصل الميم 361
77 فصل النون 371
78 فصل الهاء 384
79 فصل الواو 396
80 فصل الياء المثناة تحتها 401
81 حرف الحاء كتاب الحاء المهملة 403
82 فصل الهمزة 404
83 فصل الباء 405
84 فصل التاء المثناة فوقها 417
85 فصل الثاء المثلثة 419
86 فصل الجيم 419
87 فصل الحاء 432
88 فصل الدال المهملة 432
89 فصل الذال المعجمة 436
90 فصل الراء 442
91 فصل الزاي 468
92 فصل السين المهملة 470
93 فصل الشين المعجمة 494
94 فصل الصاد المهملة 502
95 فصل الضاد المعجمة 522
96 فصل الطاء المهملة 528
97 فصل الفاء 536
98 فصل القاف 552
99 فصل الكاف 568
100 فصل اللام 576
101 فصل الميم 588
102 فصل النون 609
103 فصل الواو 628
104 فصل الياء المثناة تحتها 639