لسان العرب - ابن منظور - ج ٢ - الصفحة ٤٧٢
سبحن واسترجعن من تأله وسبح: لغة، حكى ثعلب سبح تسبيحا وسبحانا، وعندي أن سبحانا ليس بمصدر سبح، إنما هو مصدر سبح، إنما هو مصدر سبح. وفي التهذيب: سبحت الله تسبيحا وسبحانا بمعنى واحد، فالمصدر تسبيح، والاسم سبحان يقوم مقام المصدر. وأما قوله تعالى: تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شئ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم، قال أبو إسحق: قيل إن كل ما خلق الله يسبح بحمده، وإن صرير السقف وصرير الباب من التسبيح، فيكون على هذا الخطاب للمشركين وحدهم: ولكن لا تفقهون تسبيحهم، وجائز أن يكون تسبيح هذه الأشياء بما الله به أعلم لا نفقه منه إلا ما علمناه، قال: وقال قوم وإن من شئ إلا يسبح بحمده أي ما من دابة إلا وفيه دليل أن الله، عز وجل، خالقه وأن خالقه حكيم مبرأ من الأسواء ولكنكم، أيها الكفار، لا تفقهون أثر الصنعة في هذه المخلوقات، قال أبو إسحق:
وليس هذا بشئ لأن الذين خوطبوا بهذا كانوا مقرين أن الله خالقهم وخالق السماء والأرض ومن فيهن، فكيف يجهلون الخلقة وهم عارفون بها؟ قال الأزهري: ومما يدلك على أن تسبيح هذه المخلوقات تسبيح تعبدت به قول الله عز وجل للجبال: يا جبال أوبي معه والطير، ومعنى أوبي سبحي مع داود النهار كله إلى الليل، ولا يجوز أن يكون معنى أمر الله عز وجل للجبال بالتأويب إلا تعبدا لها، وكذلك قوله تعالى: ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس، فسجود هذه المخلوقات عبادة منها لخالقها لا نفقهها عنها كما لا نفقه تسبيحها، وكذلك قوله:
وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله، وقد علم الله هبوطها من خشيته ولم يعرفنا ذلك فنحن نؤمن بما أعلمنا ولا ندعي بما لا نكلف بأفهامنا من علم فعلها كيفية نحدها.
ومن صفات الله عز وجل: السبوح القدوس، قال أبو إسحق:
السبوح الذي ينزه عن كل سوء، والقدوس: المبارك، وقيل: الطاهر، وقال ابن سيده: سبوح قدوس من صفة الله عز وجل، لأنه يسبح ويقدس، ويقال: سببوح قدوس، قال اللحياني: المجتمع عليه فيها الضم، قال: فإن فتحته فجائز، هذه حكايته ولا أدري ما هي. قال سيبويه: إنما قولهم سبوح قدوس رب الملائكة والروح، فليس بمنزلة سبحان لأن سبوحا قدوسا صفة، كأنك قلت ذكرت سبوحا قدوسا فنصبته على إضمار الفعل المتروك إظهاره، كأنه خطر على باله أنه ذكره ذاكر، فقال سبوحا أي ذكرت سبوحا، أو ذكره هو في نفسه فأضمر مثل ذلك، فأما رفعه فعلى إضمار المبتدأ وترك إظهار ما يرفع كترك إظهار ما ينصب، قال أبو إسحق: وليس في كلام العرب بناء على فعول، بضم أوله، غير هذين الاسمين الجليلين وحرف آخر (* قوله وحرف آخر إلخ نقل شارح القاموس عن شيخه قال: حكى الفهري عن اللحياني في نوادره اللغتين في قولهم ستوق وشبوك لضرب من الحوت وكلوب اه‍ ملخصا. قوله والفتح فيهما إلخ عبارة النهاية. وفي حديث الدعاء سبوح قدوس يرويان بالفتح والضم، والفتح فيهما إلى قوله والمراد بهما التنزيه.) وهو قولهم للذريح، وهي دويبة: ذروح، زادها ابن سيده فقال: وفروج، قال: وقد يفتحان كما يفتح سبوح وقدوس، روى ذلك كراع. وقال ثعلب: كل اسم على فعول فهو مفتوح الأول إلا السبوح وقدوس، روى ذلك كراع. وقال ثعلب:
كل اسم على فعول فهو مفتوح الأول إلا السبوح والقدوس، فإن الضم فيهما
(٤٧٢)
مفاتيح البحث: السجود (1)، الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 467 468 469 470 471 472 473 474 475 476 477 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف التاء فصل الهمزة 3
2 فصل الباء الموحدة 6
3 فصل التاء المثناة فوقها 17
4 فصل الثاء المثلثة 19
5 فصل الجيم 21
6 فصل الحاء المهملة 22
7 فصل الخاء المعجمة 27
8 فصل الدال المهملة 33
9 فصل الذال المعجمة 33
10 فصل الراء 33
11 فصل الزاي 34
12 فصل السين المهملة 36
13 فصل الشين المعجمة 48
14 فصل الصاد المهملة 52
15 فصل الضاد المعجمة 58
16 فصل الطاء المهملة 58
17 فصل العين المهملة 58
18 فصل الغين المعجمة 63
19 فصل الفاء 64
20 فصل القاف 70
21 فصل الكاف 76
22 فصل اللام 82
23 فصل الميم 88
24 فصل النون 95
25 فصل الهاء 102
26 فصل الواو 107
27 فصل الياء المثناة تحتها 109
28 حرف الثاء المثلثة فصل الألف 110
29 فصل الباء الموحدة 114
30 فصل التاء المثناة فوقها 120
31 فصل الثاء المثلثة 121
32 فصل الجيم 126
33 فصل الحاء المهملة 129
34 فصل الخاء المعجمة 141
35 فصل الدال المهملة 147
36 فصل الراء 150
37 فصل الشين المعجمة 158
38 فصل الصاد المهملة 162
39 فصل الضاد المعجمة 162
40 فصل الطاء المهملة 164
41 فصل العين المهملة 166
42 فصل الغين المعجمة 171
43 فصل الفاء 175
44 فصل القاف 177
45 فصل الكاف 178
46 فصل اللام 182
47 فصل الميم 189
48 فصل النون 193
49 فصل الهاء 198
50 فصل الواو 199
51 فصل الياء المثناة تحتها 204
52 حرف الجيم فصل الألف 205
53 فصل الألف 206
54 فصل الباء 209
55 فصل التاء المثناة فوقها 218
56 فصل الثاء المثلثة 219
57 فصل الجيم 223
58 فصل الحاء 225
59 فصل الخاء 246
60 فصل الدال المهملة 262
61 فصل الذال المعجمة 278
62 فصل الراء 279
63 فصل الزاي 285
64 فصل السين المهملة 294
65 فصل الشين المعجمة 303
66 فصل الصاد المهملة 310
67 فصل الضاد المعجمة 312
68 فصل الطاء المهملة 316
69 فصل الظاء المعجمة 317
70 فصل العين المهملة 317
71 فصل الغين المعجمة 336
72 فصل الفاء 338
73 فصل القاف 351
74 فصل الكاف 351
75 فصل اللام 352
76 فصل الميم 361
77 فصل النون 371
78 فصل الهاء 384
79 فصل الواو 396
80 فصل الياء المثناة تحتها 401
81 حرف الحاء كتاب الحاء المهملة 403
82 فصل الهمزة 404
83 فصل الباء 405
84 فصل التاء المثناة فوقها 417
85 فصل الثاء المثلثة 419
86 فصل الجيم 419
87 فصل الحاء 432
88 فصل الدال المهملة 432
89 فصل الذال المعجمة 436
90 فصل الراء 442
91 فصل الزاي 468
92 فصل السين المهملة 470
93 فصل الشين المعجمة 494
94 فصل الصاد المهملة 502
95 فصل الضاد المعجمة 522
96 فصل الطاء المهملة 528
97 فصل الفاء 536
98 فصل القاف 552
99 فصل الكاف 568
100 فصل اللام 576
101 فصل الميم 588
102 فصل النون 609
103 فصل الواو 628
104 فصل الياء المثناة تحتها 639