أرسل إلى زرع الخبي الوالج قال ابن سيده: إنما أراد إلى زرع الخبيث، فأبدل الثاء ياء، ثم أدعم، والجمع: خبثاء، وخباث، وخبثة، عن كراع، قال: وليس في الكلام فعيل يجمع على فعلة غيره، قال: وعندي أنهم توهموا فيه فاعلا، ولذلك كسروه على فعلة. وحكى أبو زيد في جمعه: خبوث، وهو نادر أيضا، والأنثى: خبيثة. وفي التنزيل العزيز: ويحرم عليهم الخبائث. وخبث الرجل خبثا، فهو خبيث أي خب ردئ.
الليث: خبث الشئ يخبث خباثة وخبثا، فهو خبيث، وبه خبث وخباثة، وأخبث، فهو مخبث إذا صار ذا خبث وشر.
والمخبث: الذي يعلم الناس الخبث. وأجاز بعضهم أن يقال للذي ينسب الناس إلى الخبث: مخبث، قال الكميت:
فطائفة قد أكفروني بحبكم، وطائفة قالوا: مسئ ومذنب أي نسبوني إلى الكفر. وفي حديث أنس: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان إذا أراد الخلاء، قال: أعوذ بالله من الخبث والخبائث، ورواه الأزهري بسنده عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: إن هذه الحشوش محتضرة، فإذا دخل أحدكم فليقل: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث، قال أبو منصور: أراد بقوله محتضرة أي يحتضرها الشياطين، ذكورها وإناثها. والحشوش: مواضع الغائط. وقال أبو بكر: الخبث الكفر، والخبائث: الشياطين. وفي حديث آخر: اللهم إني أعوذ بك من الرجس النجس الخبيث المخبث، قال أبو عبيد: الخبيث ذو الخبث في نفسه، قال: والمخبث الذي أصحابه وأعوانه خبثاء، وهو مثل قولهم:
فلان ضعيف مضعف، وقوي مقو، فالقوي في بدنه، والمقوي الذي تكون دابته قوية، يريد: هو الذي يعلمهم الخبث، ويوقعهم فيه.
وفي حديث قتلى بدر: فألقوا في قليب خبيث مخبث، أي فاسد مفسد لما يقع فيه، قال: وأما قوله في الحديث: من الخبث والخبائث، فإنه أراد بالخبث الشر، وبالخبائث الشياطين، قال أبو عبيد: وأخبرت عن أبي الهيثم أنه كان يرويه من الخبث، بضم الباء، وهو جمع الخبيث، وهو الشيطان الذكر، ويجعل الخبائث جمعا للخبيثة من الشياطين. قال أبو منصور: وهذا عندي أشبه بالصواب.
ابن الأثير في تفسير الحديث: الخبث، بضم الباء: جمع الخبيث، والخبائث: جمع الخبيثة، يريد ذكور الشياطين وإناثهم، وقيل: هو الخبث، بسكون الباء، وهو خلاف طيب الفعل من فجور وغيره، والخبائث، يريد بها الأفعال المذمومة والخصال الرديئة.
وأخبث الرجل أي اتخذ أصحابا خبثاء، فهو خبيث مخبث، ومخبثان، يقال: يا مخبثان وقوله عز وجل: الخبيثات للخبيثين، والخبيثون للخبيثات، قال الزجاج: معناه الكلمات الخبيثات للخبيثين من الرجال والنساء، والرجال الخبيثون للكلمات الخبيثات، أي لا يتكلم بالخبيثات إلا الخبيث من الرجال والنساء، وقيل:
المعنى الكلمات الخبيثات إنما تلصق بالخبيث من الرجال والنساء، فأما الطاهرون والطاهرات، فلا يلصق بهم السب، وقيل:
الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال،