وفي حديث بدر: اخرجوا إلى معايشكم وحرائثكم، واحدها حريثة، قال الخطابي: الحرائث أنضاء الإبل، قال: وأصله في الخيل إذا هزلت، فاستعير للإبل، قال: وإنما يقال في الإبل أحرفناها، بالفاء، يقال: ناقة حرف أي هزيلة، قال: وقد يراد بالحرائث المكاسب، من الاحتراث الاكتساب، ويروى حرائبكم، بالحاء والباء الموحدة، جمع حريبة، وهو مال الرجل الذي يقوم بأمره، وقد تقدم، والمعروف بالثاء. وفي حديث معاوية أنه قال للأنصار: ما فعلت نواضحكم؟ قالوا:
حرثناها يوم بدر، أي أهزلناها، يقال: حرثت الدابة وأحرثتها أي أهزلتها، قال ابن الأثير: وهذا يخالف قول الخطابي، وأراد معاوية بذكر النواضح تقريعا لهم وتعريضا، لأنهم كانوا أهل زرع وسقي، فأجابوه بما أسكته، تعريضا بقتل أشياخه يوم بدر.
الأزهري: أرض محروثة ومحرثة: وطئها الناس حتى أحرثوها وحرثوها، ووطئت حتى أثاروها، وهو فساد إذا وطئت، فهي محرثة ومحروثة تقلب للزرع، وكلاهما يقال بعد.
والحرث: المحجة المكدودة بالحوافر.
والحرثة: الفرضة التي في طرف القوس للوتر.
ويقال: هو حرث القوس والكظرة، وهو فرض، وهي من القوس حرث.
وقد حرثت القوس أحرثها إذا هيأت موضعا لعروة الوتر، قال: والزندة تحرث ثم تكظر بعد الحرث، فهو حرث ما لم ينفذ، فإذا أنفذ، فهو كظر.
ابن سيده: والحراث مجرى الوتر في القوس، وجمعه أحرثة.
ويقال: احرث القرآن أي ادرسه وحرثت القرآن أحرثه إذا أطلت دراسته وتدبرته.
والحرث: تفتيش الكتاب وتدبره، ومنه حديث عبد الله: احرثوا هذا القرآن أي فتشوه وثوروه.
والحرث: التفتيش.
والحرثة: ما بين منتهى الكمرة ومجرى الختان.
والحرثة أيضا: المنبت، عن ثعلب، الأزهري: الحرث أصل جردان الحمار، والحراث: السهم قبل أن يراش، والجمع أحرثة، الأزهري الحرثة: عرق في أصل أداف الرجل.
والحارث: اسم، قال سيبويه: قال الخليل إن الذين قالوا الحرث، إنما أرادوا أن يجعلوا الرجل هو الشئ بعينه، ولم يجعلوه سمي به، ولكنهم جعلوه كأنه وصف له غلب عليه، قال: ومن قال حارث، بغير ألف ولام، فهو يجريه مجرى زيد، وقد ذكرنا مثل ذلك في الحسن اسم رجل، قال ابن جني:
إنما تعرف الحرث ونحوه من الأوصاف الغالبة بالوضع دون اللام، وإنما أقرت اللام فيها بعد النقل وكونها أعلاما، مراعاة لمذهب الوصف فيها قبل النقل، وجمع الأول: الحرث والحراث، وجمع حارث حرث وحوارث، قال سيبويه: ومن قال حارث، قال في جمعه: حوارث، حيث كان اسما خاصا، كزيد، فافهم.
وحويرث، وحريث وحرثان، وحارثة، وحراث، ومحرث:
أسماء، قال ابن الأعرابي: هو اسم جد صفوان بن أمية بن محرث، وصفوان هذا أحد حكام كنانة، وأبو الحارث: كنية الأسد.
والحارث: قلة من قلل الجولان، وهو جبل بالشأم في قول النابغة الذبياني يرثي النعمان