لسان العرب - ابن منظور - ج ٢ - الصفحة ١٤٤
والأرنب واليربوع والضب، والخبائث: ما كانت تستقذره ولا تأكله، مثل الأفاعي والعقارب والبرصة والخنافس والورلان والفأر، فأحل الله، تعالى وتقدس، ما كانوا يستطيبون أكله، وحرم ما كانوا يستخبثونه، إلا ما نص على تحريمه في الكتاب، من مثل الميتة والجم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به عند الذبح، أو بين تحريمه على لسان سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مثل نهيه عن لحوم الحمر الأهلية، وأكل كل ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من الطير. ودلت الألف واللام اللتان دخلتا للتعريف في الطيبات والخبائث، على أن المراد بها أشياء معهودة عند المخاطبين بها، وهذا قول محمد بن إدريس الشافعي، رضي الله عنه. وقوله عز وجل: ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة، قيل: إنها الحنظل، وقيل: إنها الكشوث.
ابن الأعرابي: أصل الخبث في كلام العرب: المكروه، فإن كان من الكلام، فهو الشتم، وإن كان من الملل، فهو الكفر، وإن كان من الطعام، فهو الحرام، وإن كان من الشراب، فهو الضار، ومنه قيل لما يرمى من منفي الحديد: الخبث، ومنه الحديث: إن الحمى تنفي الذنوب، كما ينفي الكير الخبث. وخبث الحديد والفضة، بفتح الخاء والباء: ما نفاه الكير إذا أذيبا، وهو لا خير فيه، ويكنى به عن ذي البطن.
وفي الحديث: نهى عن كل دواء خبيث، قال ابن الأثير: هو من جهتين:
إحداهما النجاسة، وهو الحرام كالخمر والأرواث والأبوال، كلها نجسة خبيثة، وتناولها حرام، إلا ما خصته السنة من أبوال الإبل، عند بعضهم، وروث ما يؤكل لحمه عند آخرين، والجهة الأخرى من طريق الطعم والمذاق، قال: ولا ينكر أن يكون كره ذلك لما فيه من المشقة على الطباع، وكراهية النفوس لها، ومنه الحديث: من أكل من هذه الشجرة الخبيثة لا يقربن مسجدنا، يريد الثوم والبصل والكراث، وخبثها من جهة كراهة طعمها ورائحتها، لأنها طاهرة، وليس أكلها من الأعذار المذكورة في الانقطاع عن المساجد، وإنما أمرهم بالاعتزال عقوبة ونكالا، لأنه كان يتأذى بريحها وفي الحديث: مهر البغي خبيث، وثمن الكلب خبيث، وكسب الحجام خبيث. قال الخطابي: قد يجمع الكلام بين القرائن في اللفظ ويفرق بينها في المعنى، ويعرف ذلك من الأغراض والمقاصد، فأما مهر البغي وثمن الكلب، فيريد بالخبيث فيهما الحرام، لأن الكلب نجس، والزنا حرام، وبذل العوض عليه وأخذه حرام، وأما كسب الحجام، فيريد بالخبيث فيه الكراهية، لأن الحجامة مباحة، وقد يكون الكلام في الفصل الواحد، بعضه على الوجوب، وبعضه على الندب، وبعضه على الحقيقة، وبعضه على المجاز، ويفرق بينهما بدلائل الأصول، واعتبار معانيها.
والأخبثان: الرجيع والبول، وهما أيضا السهر والضجر، ويقال: نزل به الأخبثان أي البخر والسهر. وفي الحديث: لا يصلي الرجل، وهو يدافع الأخبثين، عنى بهما الغائط والبول.
الفراء: الأخبثان القئ والسلاح، وفي الصحاح: البول والغائط.
وفي الحديث: إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل خبثا.
الخبث، بفتحتين: النجس. وفي حديث هرقل: فأصبح يوما وهو خبيث النفس أي ثقيلها كريه الحال، ومنه الحديث: لا يقولن
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف التاء فصل الهمزة 3
2 فصل الباء الموحدة 6
3 فصل التاء المثناة فوقها 17
4 فصل الثاء المثلثة 19
5 فصل الجيم 21
6 فصل الحاء المهملة 22
7 فصل الخاء المعجمة 27
8 فصل الدال المهملة 33
9 فصل الذال المعجمة 33
10 فصل الراء 33
11 فصل الزاي 34
12 فصل السين المهملة 36
13 فصل الشين المعجمة 48
14 فصل الصاد المهملة 52
15 فصل الضاد المعجمة 58
16 فصل الطاء المهملة 58
17 فصل العين المهملة 58
18 فصل الغين المعجمة 63
19 فصل الفاء 64
20 فصل القاف 70
21 فصل الكاف 76
22 فصل اللام 82
23 فصل الميم 88
24 فصل النون 95
25 فصل الهاء 102
26 فصل الواو 107
27 فصل الياء المثناة تحتها 109
28 حرف الثاء المثلثة فصل الألف 110
29 فصل الباء الموحدة 114
30 فصل التاء المثناة فوقها 120
31 فصل الثاء المثلثة 121
32 فصل الجيم 126
33 فصل الحاء المهملة 129
34 فصل الخاء المعجمة 141
35 فصل الدال المهملة 147
36 فصل الراء 150
37 فصل الشين المعجمة 158
38 فصل الصاد المهملة 162
39 فصل الضاد المعجمة 162
40 فصل الطاء المهملة 164
41 فصل العين المهملة 166
42 فصل الغين المعجمة 171
43 فصل الفاء 175
44 فصل القاف 177
45 فصل الكاف 178
46 فصل اللام 182
47 فصل الميم 189
48 فصل النون 193
49 فصل الهاء 198
50 فصل الواو 199
51 فصل الياء المثناة تحتها 204
52 حرف الجيم فصل الألف 205
53 فصل الألف 206
54 فصل الباء 209
55 فصل التاء المثناة فوقها 218
56 فصل الثاء المثلثة 219
57 فصل الجيم 223
58 فصل الحاء 225
59 فصل الخاء 246
60 فصل الدال المهملة 262
61 فصل الذال المعجمة 278
62 فصل الراء 279
63 فصل الزاي 285
64 فصل السين المهملة 294
65 فصل الشين المعجمة 303
66 فصل الصاد المهملة 310
67 فصل الضاد المعجمة 312
68 فصل الطاء المهملة 316
69 فصل الظاء المعجمة 317
70 فصل العين المهملة 317
71 فصل الغين المعجمة 336
72 فصل الفاء 338
73 فصل القاف 351
74 فصل الكاف 351
75 فصل اللام 352
76 فصل الميم 361
77 فصل النون 371
78 فصل الهاء 384
79 فصل الواو 396
80 فصل الياء المثناة تحتها 401
81 حرف الحاء كتاب الحاء المهملة 403
82 فصل الهمزة 404
83 فصل الباء 405
84 فصل التاء المثناة فوقها 417
85 فصل الثاء المثلثة 419
86 فصل الجيم 419
87 فصل الحاء 432
88 فصل الدال المهملة 432
89 فصل الذال المعجمة 436
90 فصل الراء 442
91 فصل الزاي 468
92 فصل السين المهملة 470
93 فصل الشين المعجمة 494
94 فصل الصاد المهملة 502
95 فصل الضاد المعجمة 522
96 فصل الطاء المهملة 528
97 فصل الفاء 536
98 فصل القاف 552
99 فصل الكاف 568
100 فصل اللام 576
101 فصل الميم 588
102 فصل النون 609
103 فصل الواو 628
104 فصل الياء المثناة تحتها 639