شرح شافية ابن الحاجب - رضي الدين الأستراباذي - ج ٢ - الصفحة ٣٠٨
وقال المتنيي:
106 - تعثرت به في الأفواه السنها والبرد في الطرق والأقلام في الكتب (1) فحذف الصلة في مثله كحذف الألف في قوله * رهط مرجوم ورهط ابن المعل * وذهب الزجاج إلى أن الصلة بعد الهاء ليست من أصل الكلمة وهو ظاهر
(1) هذا البيت من قصيدة للمتنبي كما قال المؤلف يرثى فيها خولة أخت سيف الدولة بعد عودته من مصر والمتنبي ليس ممن يحتج بشعره ولكن المؤلف قد جرى في هذا الكتاب وفى شرح الكافية على أن يذكر بعض الشواهد من شعر المتنبي وشعر أبى تمام والبحتري ولعله متأثر في ذلك بجار الله الزمخشري فأنه كان يستشهد على اللغة والقواعد بشعر هؤلاء وكأنه كما قال عن أبي تمام - وقد استشهد ببيت له في الكشاف -: اجعل ما يقوله بمنزلة ما يرويه. والشاهد في بيت المتنبي قوله (به) حيث حذف صلة الضمير المجرور المكسور ما قبله وهي الياء واصله (بهى) والضمير في به يعود إلى الخبر الذي ذكره في بيت قبله وهو قوله:
طوى الجزيرة حتى جاءني خبر * فزعت فيه بآمالى إلى الكذب يقول: لقد كان من هول هذا الخبر وفداحته ان عثرت الألسن في الأفواه فلم تستطع الكلام وعثرت البرد في الطرق وعثرت الأقلام في الكتب. والبرد: جمع بريد واصله برد - بضمتين - فخفف كما يخفف عنق