وإما أن تحرك بالكسر للساكنين، وعليه حمل قوله تعالى: (ولا تتبعان) 1، بتخفيف النون، واعلم أن كلا من الثقيلة والخفيفة حرف برأسها، عند سيبويه 2، وعند أكثر الكوفيين:
المخففة فرع المثقلة، قوله: (وهما في غيرهما)، أي النونان في غير المثنى وجمع المؤنث مع الضمير البارز وهو الواو والياء، قوله: (كالمنفصل)، أي: كالكلمة المنفصلة، يعني يجب أن يعامل آخر الفعل مع النونين معاملته مع الكلمة المنفصلة، من حذف الواو والياء، أو تحريكهما ضما وكسرا، وغرضه من هذا الكلام: بيان الأفعال المعتلة الآخر عند لحاق النون بها ، وقد بينا نحن حكم جميعها في ضمن الكلام السابق، ومعنى كلامه: أن النونين حكمهما مع المثنى وجمع المؤنث ما ذكر، ومع غيرهما، على ضربين، إما مع ضمير بارز وهو شيئان: جمع المذكر نحو اغزوا وارموا، واخشوا، والواحد المؤنث نحو: ري، واغزي وارمي واخشي، وإما مع ضمير مستتر وهو الواحد المذكر، نحو: ره، واغز وارم واخشن فالنون مع الضمير البارز كالكلمة المنفصلة، فتقول: اغزن وارمن بحذف الواو ، كما حذفتها مع الكلمة المنفصلة نحو: اغزوا الكفار، وارموا الغرض وكذا: اغزن وارمن يا امرأة، بحذف الياء كما حذفت في: اغزي الجيش وارمي الغرض، وتضم الواو المفتوح ما قبلها نحو: اخشون، كما ضممتها مع المنفصلة، نحو: اخشووا الرجل، وتكسر الياء المفتوح ،