وقال: امض إلى أمير المؤمنين وعرفه بهذا المال وما يصنع به، فمضى الخادم وعاد وهو يقول: كلها هبة مني له يفعل به ما أراد. فقال موسى (عليه السلام) للشيخ: اقبض جميع هذا المال فهو هبة مني لك (1).
ولا يعرف بالضبط أين طلب المنصور منه ذلك، هل في المدينة أم في بغداد، إذ لم تصرح الرواية بذلك، ومهما يكن الأمر فإنه يستبعد أن يكون ذلك في بغداد؛ لأنه (عليه السلام) لم يستدع من قبل السلطة إلى بغداد في زمان المنصور كما ذكر المؤرخون.
2 - وقد توقع الإمام (عليه السلام) موت المنصور في نفس العام الذي توفي فيه، كما ذكرنا ذلك في معجزاته (عليه السلام)، ونزيد هنا رواية الطبري بالإسناد عن عمر ابن زيد، قال: سمعت أبا الحسن يقول: لا يشهد أبو جعفر [المنصور] بالناس موسما بعد السنة، وكان حج في تلك السنة، فذهب عمر فخبر أنه يموت في تلك السنة (2).
وقد حج المنصور في خلافته مرتين، وفي الثالثة أصيب بإسهال شديد، فهلك قبل أن يصل مكة في بئر ميمون، وذلك سنة 158 ه، لست خلون من ذي الحجة (3)، وانطوت بموته صفحة حافلة بالظلم والجور والإثم والموبقات.