الذي كان من المهاجرين الأولين واستشهد باليرموك. وعمرو ما كان لابنيه عبد الله ومحمد من الشهرة في الأدب وإصابة الرأي. قد اشتهر بنو سهم بإقامة دعائم العدل في الجاهلية، وكانوا كذلك في الإسلام، وكان أول من ولي القضاء بمصر منهم قيس بن أبي العاص بن عدي واشتهر بالشرف والثراء وقرى الضيف. وكان أول من بنى بمصر دارا للضيافة وولي القضاء بمصر ابنه عثمان بن قيس في آخر سنة من خلافة عمر رضي الله عنه. واستمر على ذلك إلى سنة 42 ه في خلافة معاوية، ومنهم قيس وعبد الله ابنا حذافة ابن قيس بن عدي وكانا من السابقين إلى الإسلام، وصحبا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهاجرا إلى الحبشة. وحمل عبد الله كتاب النبي إلى كسرى يدعوه إلى الإسلام.
تعلم مما تقدم أن بني سهم اشتهروا في الجاهلية والإسلام بالشرف والعز وفصل الخصومات والكرم وقرى الضيف واليسار والأدب والشعر والجاه وغيرها من الصفات التي أنبتت في نفوس أبنائهم الأخلاق الفاضلة والعادات السامية. وكان لها أعظم الأثر في تكوين أفراد أبنائهم النابهين.
وكان عمرو بن العاص أثرا من قومه، ورث عن آبائه كثيرا من المواهب النادرة التي أهلته لأن يقوم بما عهد إليه من الأعمال خير قيام بما اشتهر عنه من بعد النظر والدهاء والشجاعة وعلو الهمة والفصاحة وغيرها.
لا نكران أن للبيئة التي يولد فيها الطفل ويترعرع تأثيرا كبيرا في تكوينه (1).