بن عبد الخالق وأبي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا أبا محمد ان عندنا والله سرا من سر الله، وعلما من علم الله، والله ما يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن امتحن الله قلبه للايمان والله ما كلف الله ذلك أحدا غيرنا ولا استعبد بذلك أحدا غيرنا وان عندنا سرا من سر الله وعلما من علم الله، امرنا الله بتبليغه، فبلغنا عن الله عز وجل ما أمرنا بتبليغه، فلم نجد له موضعا ولا اهلا ولا حمالة يحتملونه حتى خلق الله لذلك أقواما، خلقوا من طينة خلق منها محمدا وآله وذريته عليه السلام ومن نور خلق الله منه محمدا وذريته وصنعهم بفضل صنع رحمته التي صنع منها محمدا وذريته فبلغنا عن الله ما امرنا بتبليغه، فقبلوه واحتملوا ذلك [فبلغهم ذلك عنا فقبلوه واحتملوه] وبلغهم ذكرنا فمالت قلوبهم إلى معرفتنا وحديثنا، فلولا انهم خلقوا من هذا لما كانوا كذلك، لا والله ما احتملوه، ثم قال: إن الله خلق أقواما لجهنم والنار، فأمرنا ان نبلغهم كما بلغناهم واشمأزوا من ذلك ونفرت قلوبهم وردوه علينا ولم يحتملوه وكذبوا به وقالوا ساحر كذاب، فطبع الله على قلوبهم وأنساهم ذلك، ثم أطلق الله لسانه ببعض الحق، فهم ينطقون به وقلوبهم منكرة، ليكون ذلك دفعا عن أوليائه وأهل طاعته ولولا ذلك ما عبد الله في ارضه فأمرنا بالكف عنهم والستر والكتمان فاكتموا عمن امر الله بالكف عنه واستروا عمن امر الله بالستر والكتمان عنه، قال:
ثم رفع يده وبكى وقال: اللهم ان هؤلاء لشرذمة قليلون فاجعل محيانا محياهم ومماتنا مماتهم (1) ولا تسلط عليهم عدوا لك فتفجعنا بهم، فإنك ان