اذنك، فقال صافي: بفضلك يا سيدي وكرمك وسؤددك تقول هذا، فقال الحسين عليه السلام: (اني رأيتك ترمي نصف الرغيف إلى الكلب وتأكل نصفه، فما معنى ذلك؟
فقال الغلام: ان هذا الكلب نظر إلي وأنا آكل فاستحييت منه، وهو كلبك يحرس بستانك وأنا عبدك نأكل رزقك معا فبكى الحسين عليه السلام وقال: ان كان كذلك فأنت عتيق لله تعالى ووهبت لك ألفي دينار.
فقال الحسين عليه السلام: (ان الكريم ينبغي له أن يصدق قوله بالفعل، أوما قلت لك اجعلني في حل فقد دخلت بستانك بغير اذنك، فصدقت قولي ووهبت البستان وما فيه لك، فاجعل أصحابي الذين جاؤوا معي أضيافا وأكرمهم من أجلي أكرمك الله تعالى يوم القيامة وبارك لك في حسن خلقك وأدبك، فقال الغلام: ان وهبتني بستانك فاني سبلته لأصحابك وشيعتك (1).
5 - حديث الحسن بن هارون عن الحسين عليه السلام [400] 1 - عن الحسن بن هارون بياع الأنماط، قال: كنت عند أبي عبد الله الحسين بن علي عليه السلام جالسا، فسأله المعلى بن خنيس: أيسير المهدي عليه السلام إذا خرج بخلاف سيرة علي عليه السلام؟
قال عليه السلام: نعم وذلك أن عليا عليه السلام سار باللين والكف، لأنه علم أن شيعته سيظهر عليهم من بعده، وان المهدي إذا خرج سار فيهم بالبسط والسبي وذلك أنه يعلم ان شيعته لن يظهر عليهم من بعده أبدا (2).