فدعا صلوات الله عليه: اللهم آته برزقه بقدرتك بحقك على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد عليك فالتفت وإذا بين يدي الأسد شئ على هيئة الجمل وهو يفترسه ويأكله حتى أتى على آخره ثم قال: يا مولاي نحن والله ما نأكل رجلا يحبك ويحب عترتك وأهل بيت وينتحل بعترتك وبمحبة الهاشمي فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: أنى تكون وأين تأوى؟ فقال: يا أمير المؤمنين اني وأهلي وجميع السباع مسلطون على أهل الشام فهم فراسنا ليلا ونهارا ونحن نأوي إلى النيل، فقال له: ما الذي جاء بك إلى الكوفة؟ قال: يا أمير المؤمنين أتيت الحجاز قاصدا زيارتك فلم أصادفك واني قد أرسلت في هذه الليل إلى رجل يقال له: سنان بن وآيل ممن أفلت من حرب صفين وكان يحاربك وانه نزل بالقادسية وهو رزقي في ليلتي هذه لأنه من مبغضيك ومعانديك من أهل الشام ثم جعل يمرغ وجهه على أقدام أمير المؤمنين عليه السلام ثم توجه إلى القادسية فتعجبت من ذلك فقال لي أمير المؤمنين عليه السلام: مم تعجب أهذا أعجب أم الشمس أم العين أم الكوكب؟ فوالذي فلق الحبة وبرء النسمة لو أحببت أن أرى الناس مما علمني رسول الله صلى الله عليه وآله من الآيات والمعجزات والعجايب يرجعون كلهم كفارا ثم رجع أمير المؤمنين عليه السلام إلى مستقره ثم وجهني إلى القادسية قبل أن يقيم الإقامة المؤذن قال: فسمعت ا لناس يقولون: افترس السبع سنان بن وآيل.
قال منقد: فأتيت فيمن أتاه أنظر إليه فما ترك السبع الا رأسه وبعض أعضائه مثل أطراف الأصابع وأتى على باقيه فحمل رأسه إلى الكوفة بين يدي أمير المؤمنين عليه السلام فبقي متعجبا متبسما فحدث الناس بما كان من حديث أمير المؤمنين عليه السلام والسبع فجعلوا يتبركون بتراب أقدام أمير المؤمنين ويستشفعون به فقام صلى الله عليه (وآله) خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وذكر