يظمأ ابدا، وحوضنا مترع (1) فيه مثعبان (2) ينصبان من الجنة أحدهما تسنيم والآخر معين، على حافتيه الزعفران، وحصباه الدر والياقوت، وان الأمور إلى الله وليست إلى العباد ولو كانت إلى العباد ما اختاروا علينا أحدا ولكنه يختص برحمته من يشاء من عباده فاحمد الله على ما اختصكم به من النعم وعلى طيب المولد فان ذكرنا أهل البيت شفاء من الوعك والأسقام ووسواس الريب وان حبنا رضى الرب والآخذ بأمرنا وطريقتنا معنا غدا في حظيرة القدس والمنتظر لأمرنا كالمتشحط بدمه في سبيل الله ومن سمع واعيتنا (3) فلم ينصرنا أكبه الله على منخريه في النار نحن الباب إذا بعثوا فضاقت بهم المذاهب، نحن باب حطة وهو باب الاسلام من دخله نجا ومن تخلف عنه هوى.
بنا فتح الله وبنا يختم، وبنا يمحوا الله ما يشاء ويثبت، وبنا ينزل الغيث، فلا يغرنكم بالله الغرور ولو تعلمون مالكم في الغناء (4) بين أعداءكم وصبركم على الأذى لقرت أعينكم، ولو فقدتموني لرأيتم أمورا يتمنى أحدكم الموت مما يرى من الجور والعدوان والإثرة والاستخفاف بحق الله والخوف، فإذا كان كذلك فاعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، وعليكم بالصبر والصلاة والتقية.
واعلموا ان الله تبارك وتعالى يبغض من عبادة المتلون، فلا تزولوا عن الحق وولاية أهل الحق فإنه من استبدل بنا هلك، ومن اتبع أثرنا لحق، ومن سلك غير طريقنا غرق، وان لمحبينا أفواجا من رحمة الله، وان لمبغضينا أفواجا