الشيعة في أحاديث الفريقين - السيد مرتضى الأبطحي - الصفحة ٢٧٥
شفا جرف هار فكأن ذلك الشفا قد أنهار به في نار جهنم، وكأن أبواب الرحمة قد فتحت لأصحاب أهل الرحمة فهنيئا لأصحاب الرحمة رحمتهم وتعسا لأهل النار مثواهم.
ان عبدا لن يقصر في حبنا لخير جعله الله في قلبه، ولن يحبنا من يحب مبغضنا ان ذلك لا يجتمع في قلب واحد، ما جعل الله لرجل من قلبين يحب بهذا قوما ويحب بالآخر عدوهم، والذي يحبنا فهو يخلص حبنا كما يخلص الذهب لا غش فيه نحن النجبا وأفراطنا (1) أفراط الأنبياء، وأنا وصي الأوصياء وأنا حزب الله ورسوله صلى الله عليه وآله، والفئة الباغية حزب الشيطان، فمن أحب أن يعلم حاله في حبنا فليمتحن قلبه فان وجد فيه حب من ألب (2) علينا فليعلم ان الله عدوه وجبرئيل وميكائيل والله عدو للكافرين (3).
[381] 2 - كنز: محمد بن العباس بإسناده عن أبي الجارود عن أبي

(١) قال الفيروز آبادي: فرط: سبق وتقدم، وولدا: ما تواله صغارا، واليه رسوله: قدمه وأرسله، والقوم: تقدهم إلى الورد لاصلاح الحوض والدلاء، والفرط: الاسم من الافراط، والعلم المستقيم يقتدي به (يهتدي به - خ) وبالتحريك المتقدم إلى الماء، للواحد والجمع، وما تقدمك من أجر وعمل، وما لم يدرك من الولد. انتهى.
أقول: فيحتمل أن يكون المراد أولادنا أولاد الأنبياء أو الشفيع المتقدم منا في الآخرة يشفع للأنبياء كما قال النبي صلى الله عليه وآله: أنا فرطكم على الحوض أو الامام المقتدى منا هو مقتدى الأنبياء - بحار الأنوار.
(٢) ألب علينا بتشديد اللام أي جمع علينا الناس وحرصهم على الاضرار بنا، قال الفيروز آبادي: ألب إليه القوم: أتوه من كل جانب وجمع واجتمع وأسرع وعاد، والألب بالفتح: التدبير على العدو من حيث لا يعلم، والطرد الشديد، وهم عليه ألب والب واحد: مجتمعون عليه بالظلم والعداوة، والتأليب: التحريض والافساد.
(٣) أمالي ابن الشيخ: ١ / ١٤٧، بحار الأنوار: ٢٧ / 83.
(٢٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 ... » »»
الفهرست