وروى جابر عن الصادق (عليه السلام) قال: قلت له: لم سميت الزهراء زهراء؟ فقال (عليه السلام): لأن الله تعالى خلقها من نور عظمته، فلما أشرقت أضاءت السماوات والأرضين، وغشيت أبصار الملائكة، وخرت الملائكة لله تعالى ساجدين، وقالوا: إلهنا وسيدنا ما هذا النور؟ فأوحى الله إليهم: هذا نور من نوري، أسكنته في سمائي، خلقته من عظمتي، أخرجته من صلب نبي من أنبيائي، أفضله على جميع الأنبياء، واخرج من ذلك النور أئمة يقومون بأمري، ويهدون إلى حقي، وأجعلهم خلفائي في أرضي بعد انقضاء وصي نبيي (1).
وعن الصادق (عليه السلام): سميت فاطمة الزهراء لأن لها في الجنة قبة من ياقوتة حمراء ارتفاعها في الهواء مسيرة سنة متعلقة بقدرة الجبار، لا علاقة لها من فوقها فتمسكها، ولا دعامة لها من تحتها فتلزمها، لها مائة ألف باب، وعلى كل باب ألف من الملائكة يراها أهل الجنة كما يرى أحدكم الكوكب الدري الزاهر في أفق السماء، فيقولون: هذه الزهراء لفاطمة. انتهى (2).
أقول: وعلى هذا الخبر يجوز إضافة فاطمة إلى الزهراء بمعنى فاطمة القبة الزهراء، سوى الوجه المشهور في اجتماع الاسم واللقب المشار إليه في ألفية ابن مالك بقوله:
وإن يكونا مفردين فأضف * حتما والا اتبع الذي ردف وعن سلمان في حديث طويل سأل فيه العباس عم النبي (صلى الله عليه وآله) وقال له: ما سبب فضل علي على ما سواك يا رسول الله مع أن المعادن واحدة، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): ان الله خلقني وعليا إذ لا سماء ولا أرض ولا غير