الليلة: فاطمة، والقدر: الله، فمن عرف فاطمة حق معرفتها فقد أدرك ليلة القدر، وانما سميت فاطمة لأن الخلق فطموا عن معرفتها (1).
وفي الحديث القدسي: اني خلقت فاطمة وشققت لها اسما من أسمائي، فهي فاطمة وأنا فاطر السماوات والأرض (2).
وفي الأدعية المشهورة: ((الهي بحق محمد وأنت المحمود، وبحق علي وأنت الأعلى، بحق فاطمة وأنت فاطر السماوات والأرض، وبحق الحسن وأنت المحسن، وبحق الحسين وأنت قديم الاحسان)).
وفي الأخبار الكثيرة انه قال النبي (صلى الله عليه وآله) لفاطمة (عليها السلام):
ان الله شق لك يا فاطمة اسما من أسمائه، وهو الفاطر وأنت فاطمة (3).
بيان: هذه جملة من الأخبار الواردة في المقام، وقد تلخص منها وجوه متعددة لتسميتها (عليها السلام) بتلك التسمية، مثل فطم نفسها بالعلم، وفطمها عن الشر، وفطمها عن الطمث، وفطم ذريتها وشيعتها من النار، وكذلك فطم من تولاها وأحبها منها، وفطم الأعداء عن طمع الوراثة في الملك وعن حبها ونحو ذلك.
ولا منافاة بين الأخبار لأن الفطم معنى يصدق مع كل من الوجوه المذكورة، واختلاف الأخبار من جهة اختلاف حال الرواة والحضار من حيث الاستعدادات الذاتية، واختلاف المصالح في الأزمنة والأمكنة، وكل هذه المعاني مرادة من اللفظ عند التسمية.
ولا يلزم من ذلك استعمال اللفظ في أكثر من معنى واحد، الذي هو مخالف