عن ليلتك يا بنت رسول الله؟ قالت: أصبحت بين كمد وكرب فقد النبي (صلى الله عليه وآله)، وظلم الوصي، هتك والله حجابه، من أصبحت إمامته مقتبضة على غير ما شرع الله في التنزيل وسنها النبي (صلى الله عليه وآله) في التأويل، ولكنها أحقاد بدرية وترات أحدية، كانت عليها قلوب النفاق مكتمنة لا مكان الوشاة، فلما استهدف الأمر أرسل علينا شآبيب الآثار من مخيلة الشقاق، فيقطع وتر الإيمان من قسي صدورها، ولبئس - على ما وعد الله من حفظ الرسالة وكفالة المؤمنين - أحرزوا عائدتهم غرور الدنيا بعد انتصار ممن فتك بآبائهم في مواطن الكرب ومنازل الشهادات (1).
وعن سويد بن غفلة قال: لما مرضت فاطمة (عليها السلام) المرضة التي توفيت فيها، اجتمعت إليها نساء المهاجرين والأنصار يعدنها، فقلن لها: كيف أصبحت من علتك يا بنت رسول الله، فحمدت الله وصلت على أبيها ثم قالت:
أصبحت والله عائفة لدنياكن، قالية (2) لرجالكن، لفظتهم بعد أن عجمتهم (3)، وشنأتهم بعد أن سبرتهم، فقبحا لفلول (4)، الحد، واللعب بعد الجد، وقرع الصفاة، وصدع (5) القناة، وخطل (6) الآراء، وزلل الأهواء، وبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون، لا جرم لقد قلدتهم ربقتها، وحملتهم أوقتها (7)، وشننت عليهم غارها، فجدعا وعقرا (8) وبعدا للقوم الظالمين.
ويحهم انى زعزعوها عن رواسي الرسالة، وقواعد النبوة والدلالة، ومهبط