الرابعة: ذكر الفاضل المجلسي (رحمه الله): إن المخالفين رووا في صحاحهم أخبارا كثيرة في أن من خالف الإمام وخرج من طاعته، وفارق الجماعة، ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية.
وروى في جامع الأصول من صحيح مسلم والنسائي عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية (1).
وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما، وروى في جامع الأصول أيضا عنهما عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من كره من أميره شيئا فليصبر، فإنه من خرج من طاعة السلطان شبرا مات ميتة جاهلية (2).
وفي رواية أخرى: فليصبر فإن من فارق الجماعة شبرا فمات مات ميتة جاهلية (3).
وروي في صحيح مسلم وجامع الأصول أيضا عن نافع قال: لما خلعوا يزيد واجتمعوا على ابن مطيع أتاه ابن عمر، فقال عبد الله: اطرحوا لأبي عبد الرحمن وسادة، فقال له عبد الله بن عمر: إني لم آتك لأجلس، أتيتك لأحدثك حديثا سمعته من رسول الله يقول: من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية (4).
وأما من طرق أصحابنا فالأخبار فيه أكثر من أن تحصى، وستأتي في مظانها، فنقول: لا أظنك ترتاب بعد ما أسلفناه من الروايات المنقولة من طريق المخالف