فعل الله، وما كان يشاء شيئا إلا أن يشاء الله، وهذه المقدمة لا ريبة فيها ولا شبهة تعتريها، بل هي ضرورية بديهية عند أهل الشريعة.
الثانية: انه لا شك في عصمة فاطمة الزهراء (عليها السلام) ومعصوميتها وطهارتها من كل معصية ورذيلة، اما عندنا فللأخبار المتواترة من طرق أصحابنا، والإجماع القطعي بل الضرورة، وقد ورد في فضلها (عليها السلام) بخصوصها أو في ضمن أهل بيت العصمة والطهارة مالا يعد ولا يحصى من الأخبار والآثار حتى صار كالشمس في رابعة النهار، وقد مر نبذ منها في مقدمة الكتاب، وهو في الحقيقة فصل الخطاب عند أولي الألباب.
وأما عند العامة فكذلك أيضا، وقد اتفق أعاظمهم وفاقا لنا على أن آية التطهير الدالة على العصمة والطهارة - الخلقية والخلقية - والنظافة الجبلية الأصلية إنما نزلت في فاطمة وسائر أهل البيت (عليهم السلام) من أهل الكساء، ولبيان تفصيل كيفية الاستدلال بها على المدعى محل آخر لا حاجة لنا إليه بل مطلقا لما أشير إليه من عدم الكلام في معصوميتها (عليها السلام) بين الأمة (1).