المقام الثاني: في ذكر بعض الأخبار الواردة في دعواها (عليها السلام) فدكا من باب الإرث.
روي في كشف الغمة: ان فاطمة (عليها السلام) جاءت إلى أبي بكر فقالت:
أعطني ميراثي من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: إن الأنبياء لا يورثون ما تركوه فهو صدقة، فرجعت إلى علي (عليه السلام) فقال: ارجعي فقولي له: فما شأن سليمان ورث داود، وقال زكريا: ﴿فهب لي من لدنك وليا * يرثني ويرث من آل يعقوب﴾ (١) فنحن أقرب إلى النبي (صلى الله عليه وآله) من زكريا إلى يعقوب (٢).
وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال علي (عليه السلام) لفاطمة: إنطلقي فاطلبي ميراثك من أبيك رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فجاءت إلى أبي بكر فقالت: أعطني ميراثي من أبي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: النبي لا يورث، فقالت: ألم يرث سليمان داود، فغضب وقال: النبي لا يورث، فقالت: ألم يقل زكريا: (فهب لي من لدنك وليا * يرثني ويرث من آل يعقوب) فقال: النبي لا يورث، فقالت: ألم يقل: ﴿يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين﴾ (3) فقال أبو بكر: النبي لا يورث (4).
وفيه أيضا: إن فاطمة (عليها السلام) جاءت إلى أبي بكر بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالت: يا أبا بكر من يرثك إذا مت؟ قال: أهلي وولدي، قالت: فمالي لا أرث رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال: يا بنت رسول الله إن النبي لا يورث، ولكن أنفق على من كان ينفق عليه رسول الله، وأعطي ما كان يعطيه، قالت: والله ما أكلمك بكلمة (5).