يقول: (فآت ذا القربى حقه) فلم يدر محمد (صلى الله عليه وآله) من هم، فقال لجبرئيل: سل ربك من هم؟ فقال: فاطمة ذو القربى فأعطاها فدكا، فكتب أبو بكر بذلك صحيفة وأعطاها إياها، وعمر محى الصحيفة (1).
وعن حماد بن عثمان، عن الصادق (عليه السلام) قال: لما بويع أبو بكر واستقام له الأمر على المهاجرين والأنصار بعث إلى فدك من أخرج وكيل فاطمة عنها، فجاءت فاطمة (عليها السلام) إلى أبي بكر، فقالت: يا أبا بكر لم تمنعني ميراثي من أبي رسول الله، وأخرجت وكيلي من فدك وقد جعلها لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأمر الله تعالى، فقال: هاتي على ذلك بشهود.
فجاءت بأم أيمن فقالت: لا أشهد يا أبا بكر حتى أحتج عليك بما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أنشدك بالله ألست تعلم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إن أم أيمن امرأة من أهل الجنة؟ فقال: بلى، قالت: أشهد أن الله عز وجل أوحى إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقوله: (فآت ذا القربى حقه) فجعل فدك لفاطمة (عليها السلام) بأمر الله، وجاء علي (عليه السلام) فشهد بمثل ذلك، فكتب بذلك كتابا ودفعه إليها.
فدخل عمر فقال: ما هذا الكتاب؟ فقال: إن فاطمة ادعت فدكا وشهدت لها أم أيمن وعلي فكتبته، فأخذ عمر الكتاب من فاطمة (عليها السلام) فمزقه (2).
وفي بعض الأخبار: إن عمر أخذ الكتاب مغالبة فمنعته، فدفع بيده في صدرها وأخذ الصحيفة فمحاها أو خرقها بعد أن تفل فيها، فدعت (عليها السلام) عليه وقالت: بقر الله بطنك كما بقرت كتابي هذا، فخرجت (عليها السلام) تبكي، فلما كان بعد ذلك جاء علي (عليه السلام) إلى أبي بكر وهو في المسجد وحوله