ومن طريق أصحابنا عن المفضل بن صالح، عن بعض أصحابه، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: إن فاطمة (عليها السلام) إنطلقت إلى أبي بكر فطلبت ميراثها من نبي الله، فقال: إن نبي الله لا يورث، فقالت: أكفرت بالله وكذبت بكتابه، قال الله تعالى: (يوصيكم الله في أولادكم...) (1).
وروي أيضا عن أبي صالح مولى أم هاني قال: دخلت فاطمة (عليها السلام) على أبي بكر بعد ما استخلف فسألته ميراثها من أبيها، فمنعها فقالت له: لئن مت اليوم من كان يرثك؟ قال: ولدي، قالت: فلم ورثت أنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) دون ولده وأهله؟ قال: ما فعلت يا بنة رسول الله.
قالت: بلى انك عمدت إلى فدك وكانت صافية لرسول الله (صلى الله عليه وآله) فأخذتها وعمدت إلى ما أنزل الله من السماء فرفعته عنا، فقال: يا بنت رسول الله لم أفعل، حدثني رسول الله أن الله ليطعم النبي ما كان حيا، فإذا قبضه إليه كان الأمر لولي الأمر، فقالت: أنت ورسول الله أعلم ما أنا بسائلتك بعد مجلسي، ثم انصرفت (2).
وفي بعض روايات أصحابنا عن أبي سعيد الخدري قال: لما قبض النبي (صلى الله عليه وآله) جاءت فاطمة (عليها السلام) تطلب فدكا (3).
وفي رواية عن الباقر (عليه السلام) انه قال علي لفاطمة (عليها السلام):
انطلقي فاطلبي ميراثك من النبي (صلى الله عليه وآله)، فلما جاءت وطلبت ميراثها منه قال أبو بكر: إني لأعلم إن شاء الله انك لا تقولين إلا حقا ولكن هاتي بينتك، فجاءت بعلي (عليه السلام) فشهد، ثم جاءت بأم أيمن فشهدت، فقال: لو كانت امرأة أخرى أو رجل لكتبت لك بها (4).