(يشهد على رضاها) أي على إذنها، جعلوا الاذن رضى لدلالته عليه، و ﴿عيشة راضية﴾ (١) أي مرضية، أو ذات الرضا بها، أو ان الإسناد مجازي.
و (الرب) يطلق على الله تبارك وتعالى معرفا بالألف واللام، ومضافا إلى الأرباب، والناس، والخلق، والسماوات، والأرضين ونحو ذلك، نحو رب الأرباب، ورب الناس، ورب الخلق والسماوات والأرضين، ويطلق مضافا إلى شئ مخصوص جزئي على مالك الشيء الذي لا يعقل، فيقال: رب الدين، ورب المال.
وقد يستعمل بمعنى السيد مضافا إلى العاقل مثل رب العبد والغلام ونحوهما، مثل قوله تعالى: ﴿اما أحدكما فيسقي ربه خمرا﴾ (2) وربما جاء باللام عوضا عن الإضافة المخصوصة بمعنى السيد، ومنع بعضهم أن يقال: هذا رب العبد وهو ضعيف، وقد يطلق مضافا بمعنى الصاحب والمربي والمدبر والمتمم والمنعم ونحو ذلك.
والربانيون: الكاملون في العلم والعمل، قال أبو عباس أحمد بن يحيى: إنما قيل للفقهاء الربانيون لأنهم يربون العلم أي يقومونه، وفي الكشاف: الرباني شديد التمسك بدين الله وطاعته (3)، وفي القاموس: المتأله العارف بالله (4) وقال الطبرسي:
هو الذي يرب أمر الناس بتدبيره وإصلاحه (5).
وأصل المادة من رب الأمر ربا إذا أصلحه بتدبيره، ورباه تربية أصله رببه فأبدل الباء الأخير ياء لأن المضاعف يلحقه الإبدال والحذف، مثل أمليته إملاء في أمللته املالا، فيقال: ربه ربا، ورببه تربيبا، ورباه تربية، كلها بمعنى.